نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
يدور في الأردن منذ أيام قليلة جدل واسع حول جدوى إنفاق الحكومة ملايين الدولارات بهدف استخراج اليورانيوم. وهو نقاش تصاعد مع مواصلة اللجنة المالية النيابية في مجلس النواب الأردني، عقد اجتماعات لِمُناقشة تقارير ديوان المُحاسبة للأعوام 2018 و2019 و2020، المُتعلقة بالمُخالفات والاستيضاحات الواردة على شركة الكهرباء النووية الأردنية، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وشركة تعدين اليورانيوم الأردنية.
ورغم القرارات الحازمة التي اتخذتها اللجنة في موضوع شركة الكهرباء النووية الأردنية، مقررة بحضور أمين عامّ ديوان المحاسبة إبراهيم المجالي، وضع الشركة “تحت التصفية، وذلك بموجب قرار رئيس الوزراء الصادر بـ29 آب/ أغسطس 2018″، موضحة اللجنة النيابية أن “لجنة التصفية لا تتحمّل المسؤولية حول أي مُخالفة من المُخالفات الواردة في التقرير”. وكذلك قرار اللجنة النيابية، بحضور مدير عامّ المؤسسة محمد بلقر، بتحويل حسابات الدائرة التجارية في”الإذاعة والتلفزيون” إلى هيئة النزاهة ومُكافحة الفساد. إلا أنها بالنسبة للبند المتعلّق بشركة تعدين اليورانيوم الأردنية، اكتفت “مالية النواب” بتأكيدها على ضرورة العمل باتجاه اتخاذ الإجراءات اللازمة لمُعالجة المُخالفات الواردة وتصويب مختلف المُلاحظات.
جدل ومناقشات شفاهية بين الناس، اقتضت من رئيس هيئة الطاقة الذرية الأردنية د. خالد طوقان (وهو بالمناسبة وزير تربية وتعليم سابق لسنوات ممتدة متواصلة) الظهور على قناة أردنية، والتأكيد على أن الأردن يمتلك التكنولوجيا لاستخلاص اليورانيوم من وسط البلاد، لكنه يعارض بيعه.
وتحدث طوقان، عَبْر برنامج “صوت المملكة” عن الحاجة إلى 60 مليون دينار تقريباً، لإنشاء منجم ومصنع متكامل ينتج 300 طن من اليورانيوم سنوياً، لكن المصنع قد يحتاج مليوناً إلى مليونَيْ متر مكعّب من المياه سنوياً.
وعبّر عن معارضته لبيع اليورانيوم بوصفه سلعةً، فـ”اليورانيوم مادة إستراتيجية”.
وأشار طوقان في مقابلةِ “قناة المملكة”، إلى بَدْء عمليات الاستخلاص، وإنشاء مصنع ريادي لإنتاج “الكعكة الصفراء”، والذي أُنشئ كاملاً بتصاميم أردنية بدون خبرات، أو قوى أجنبية؛ فرنسية، أو روسية، أو أمريكية.
علماً أن العمل على إنشاء المصنع، بدأ -بحسَبه- قبل عام ونصف العام، لكن إكماله توقّف بسبب جائحة كورونا.
طوقان الذي أكد على تأييد هيئة الطاقة الذريّة الأردنية لاستخلاص اليورانيوم، كشف في تصريحاته الجديدة أمس: “نحن الآن في المصنع الريادي نعالج 160 طناً، ونستخرج منها 20 كيلوغراماً، والخطوة اللاحقة سنعالج 20 ألف طن، لاستخراج ثلاثة أطنان”، قائلاً إن الهدف من اليورانيوم هو “تأمين الطاقة للأردن ودول الجوار”.
طوقان ختم قائلاً: إنه اقترح الأسبوع الماضي على رئيس الوزراء بشر الخصاونة، أن يدرس فريق من هيئة الطاقة الذرية الأردنية تزويد الطاقة لتحلية المياه باستخدام مفاعلات نووية متطورة جداً، وتعطي مصادر كبيرة من الطاقة، وتولّد كميات ضخمة من المياه.
بين مطالبة لجنة النواب المالية بإجراء تحقيقات، والالتزام بملاحظات، والإشارة إلى تجاوزات، وبين تحليق خالد طوقان بكل هذه الأفكار والتطلعات والوعود الحالمة، يجد المواطن الأردني نفسه متقوقعاً فوق مقاعد الحيرة، لا يدري في أي اتجاه يرغب أصحاب القرار منه أن يخصّب مواقفه.