نداء بوست -جورجيوس علوش -السويداء
في جنوب سورية، وتحديداً في محافظة السويداء، التي اشتهرت به، يقع جبل العرب وهو كتلة بيضوية الشكل، تشكل من عدة تلال بركانية.
كان الجبل موطناً لحضارات كثيرة مثل الأشوريين، والبابليين، والفرس والأنباط والغساسنة. وخضع لحكم الأمويين، والعباسيين، والسلاجقة، والأيوبيين، والمماليك والعثمانيين.
ويحمل الجبل عدة أسماء، أولها اسم “جبل باشان” كما ورد في التوراة وفي الكتابات الآرامية. وباشان تعني الأرض الخصبة.
ومن أسماء الجبل أيضاً، ترايهونيتيد أو تراخونيتيد وهي تسمية إغريقيّة تعني بلاد الحجارة، وجيرا نواي وهي تسمية آشورية معناها الأراضي المجوّفة، وأورينتد أو أورانتيس وهي تسمية رومانيّة تعني بلاد المغر.
وكذلك من أسمائه أملدا نوس وهي تسمية رومانيّة تعني بلاد الخصب والمياه، والريّان وهي تسمية عربية لوفرة أشجاره وخصوبة تربته وكثرة مياهه وذلك في (العصر الأموي والعصر العباسي).
ومن أسماء الجبل البتينه وهي تسمية عربية تعني الأرض السهلة ذات الرمال اللينة والتربة الخصبة، وهذه الكلمة هي تحريف للكلمة الآرامية “باشان” (أقدم أسماء المنطقة) حيث عربها العرب إلى البتينه.
ومن أشهر أسماء الجبل اسم جبل حوران، ويُعتقد أن مصدر هذه التسمية من اللغة العبرية وتعني الكهوف والمغر، إلّا أن الكلمة ذُكرت في كتاب التوراة- يحزكل. وحوران تُطلق على السهل والجبل، وأيضاً يطلق عليه اسم اللجاة كونه ملجأ لشعوب كثيرة احتمت بها عبر التاريخ
كما أن من تلك الأسماء الطلّ، وهي تسمية عربيّة تحفظها كافة عشائر بلاد الشام والجزيرة العربية، وجاءت هذه التسمية لأنه يشرف على كافّة الجهات. والسبب الآخر لأن الندى لا يفارقه إلا قليلاً، يكثّف بخار الماء القادم مع هواء فتحة الجولان بسبب ارتفاعه ممّا يؤدي لسقوط كميات كبيرة من الأمطار.
وكذلك الضلع وهي تسمية عربية لأنه يشكّل ضلعاً بين البادية والمعمورة، والجبل الأسود وهي تسمية أطلقها بعض الكُتّاب المعاصرين لكثرة الحجارة البركانية السوداء.
ويطلق عليه أيضاً جبل الدروز وهي تسمية عنصريّة استعماريّة، وردت لأول مرّة في برقيّة من مدحت باشا إلى الباب العالي عام 1878، كما أصدر كاتبان فرنسيان عام 1901 كتاباً بعنوان “رحلة أثريّة إلى الصفا وجبل الدروز” حيث أشاروا إلى أن التسمية أُطلقت على الجبل على إثر الهجرة الكثيفة للدروز عام 1860 من جبل لبنان، بدلاً من اسم جبل حوران.
والاسم الأشهر هو جبل العرب، وجاء بعد إصدار العفو عن الثوّار في أيّار 1937 أُقيم في عمّان حفل وداع للثوّار وقائدهم سلطان باشا الأطرش. وأثناء الحفل استهلّ الخطاب العلّامة عجاج نويهض مخاطباً القائد العام ورفاقه: “أنتم الآن عائدون إلى جبل الدروز لا بل إلى جبل العرب”.. وقف القائد العامّ وقال: “نعم هذا هو الاسم الذي نريده، وهو الذي يجب أن يُسمّى به الجبل”. واستمرّت التسمية حتّى الآن مرادفه لما يعرف اليوم بمحافظة السويداء.
أمّا كلمة السويداء المحافظة التي يقع فيها الجبل، فهي تصغير لكلمة سوداء، وهي بلاط ملوك بني غسان ذات الأحجار السوداء، أمّا مصدر فعلها- ساد- ومعناه شرف ومجد. ويقال سويداء القلب أي وسطه. كانت تدعى أيّام الرومان “ديونيسيوس” وسميت أيضاً بلدة “مكسيميانوبوليس” وأصل التسمية جاءت من موقعها الجغرافي، لأنها تتوّسط الجبل فهي بمثابة سويداء القلب أي مركزه ونواته. بُنيت على منحدر يأخذ شكل تلّة واسعة أو هضبة بركانيّة صغيرة متموّجة، تمرّ بها أودية سيليّة من وسطها، جنوبها وشمالها. وهي المدينة المركزيّة في محافظة السويداء.