نداء بوست -أخبار سورية- أنقرة
من جديد، يثير وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الجدل بتصريحاته حول علاقة بلاده مع النظام السوري، ويستفز السوريين من خلال الدعوة إلى مصالحة مع مَن شرد وقتل الملايين منهم.
وفي مؤتمر صحافي اليوم الخميس، كشف جاويش أوغلو أنه أجرى “محادثة قصيرة” مع وزير خارجية النظام السوري في اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد، والذي انعقد في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
كما دعا جاويش أوغلو في معرض حديثه إلى مصالحة بين النظام السوري والمعارضة قائلاً: “يجب تحقيق مصالحة بين المعارضة والنظام في سورية بطريقة ما، فلن يكون هناك سلام دائم دون تحقيق ذلك”.
وأضاف: “يجب أن تكون هناك إرادة قوية لمنع انقسام سورية، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”.
بوتين يطلب من تركيا التعاوُن مع الأسد وأردوغان يعلق.. ما الذي اتفقا عليه في سوتشي؟
وأثارت هذه التصريحات غضب السوريين الذين اعتبروها بمثابة إعلان رسمي من تركيا بالاستعداد للتفاوض مع النظام وعقد صفقة معه بقصد ضمان أمنها على حساب المعارضة السورية.
وفي تعليقه على تلك التصريحات غرّد الكاتب والباحث السوري أحمد أبازيد بالقول: إن ”التطبيع مع الأسد جريمة، أياً كان الفاعل، وشرط السلام الأول زوال النظام ومحاسبته على مذبحة العصر الكبرى وجرائم الإبادة الجماعية، وليس شرعنة بقائه والدعوة للتصالح معه”.
من جانبه، أشار الباحث فراس فحام إلى أن “اتصالات تركيا مع النظام السوري لن تضمن لها أن يقوم النطام بمحاربة PKK، لكنها ستؤدي إلى فقدانها استثمارها في علاقتها مع الشعب والمعارضة لسنوات”، وتساءل عن مدى “اندفاع تركيا للفخّ الذي تنصبه روسيا؟”.
بدوره، لفت الناشط ملهم عكيدي إلى أنه قبل أسابيع قليلة هدد بشار الأسد تركيا بمواجهات مباشرة، وذكّرها بـ”الأهداف” التي تم تدميرها قبل عامين ونصف، في إشارة إلى الـ 34 جندياً تركياً الذين قُتلوا بغارة في جبل الزاوية جنوب إدلب.
وأضاف عكيدي: “يومها غرد أردوغان بالعربية “لن نترك دماء شهدائنا”، واليوم يخرج علينا وزير خارجيته بدعوة مصالحة مع الأسد من أجل سلام دائم”.
وأواخر شهر تموز/ يوليو الماضي أعلن جاويش أوغلو استعداد بلاده لتقديم الدعم للنظام السوري ضد “قسد”، وقال: “تركيا أجرت سابقاً محادثات مع إيران بخصوص إخراج الإرهابيين من المنطقة”، مضيفاً: “سنقدم كل أنواع الدعم السياسي لعمل النظام السوري في هذا الصدد”.
كما اعتبر وزير الخارجية التركي حينها أنه “من الحق الطبيعي للنظام السوري أن يزيل التنظيم الإرهابي من أراضيه، لكن ليس من الصواب أن يرى المعارضة المعتدلة إرهابيين”.
وأثارت تلك التصريحات الشكوك حول دوافع تركيا والتحول الكبير في موقفها تجاه النظام السوري، كونها جاءت على لسان أحد كبار مسؤوليها، وفيما إذا كانت هذه التصريحات سيتبعها خطوات فعلية على الأرض، خاصة وأنها تزامنت مع “سياسة تصفير المشاكل” التي تتبعها أنقرة حالياً وبدأتها مع الإمارات والسعودية ولاحقاً مع مصر.
ولاقت تصريحات وزير الخارجية التركي انتقاداً كبيراً من السوريين، حيث دعا المجلس الإسلامي السوريّ المشايخ من الخطباء والوعّاظ والمفتين أن يكون محور خطبهم في الجمعة التي تلت التصريحات حول إرهاب النظام السوري والتذكير بأن “قسد” وحزب العمال الكردستاني ذراع من أذرعه.
وشدد المجلس على “أن أكبر إرهابٍ يُمارس اليوم داخل سورية هو إرهاب العصابة المجرمة الطائفية الحاكمة، فهي عدوّة لله ورسوله، كما هي عدوّة للسوريّين وللأمّة ولشعوب المنطقة برمّتها”.
وأضاف: “إنّ قسد وPKK وPYD عصابات إرهابيّة، وهي من أدوات النظام الإرهابيّ المجرم في حربه على السوريّين وجوارهم التركي، وإنّ محاربة إرهابهم لا تكون بدعم وتقوية إرهابٍ آخر أكبر منه”.
الكرملين يعلق على أنباء إجراء مكالمة هاتفية بين أردوغان وبشار الأسد
كذلك غرد القائد السابق للفيلق الثالث في الجيش الوطني أبو أحمد نور بالقول: “لا إرهاب في سورية يفوق إرهاب عصابة الأسد المجرمة المارقة.. PKK وPYD عصابات أنتجها نظام بشار المجرم، وحربها لا تكون بدعم أو بالتنسيق أو حتى بالتهاون مع مشغلها وصانعها”.
وأضاف: “حاربوا نظام الأسد تنتهوا من مشكلة الميليشيات الانفصالية والإرهابية والظلامية وعصابات المخدرات فهو محركهم ومديرهم”.
النظام السوري يُعلِّق على إمكانية إجراء مكالمة هاتفية بين أردوغان وبشار الأسد
وعلق الدكتور يحيى العريضي على تصريحات جاويش أوغلو بتغريدة أرفقها بتعميم صادر عن شعبة المخابرات العامة التابعة للنظام السوري، تبلغ فيه المفارز الأمنية في الرميلان والمالكية وسيمالكا واليعربية بتسهيل دخول دفعة من مقاتلي حزب العمّال الكردستاني من جبل قنديل.
وقال العريضي في تغريدته: ”سيد «جاويش أوغلو» وزير خارجية تركيا؛ في الكتاب التالي تجد طبيعة العلاقة بين منظومة الاستبداد التي تريد مساعدتها سياسياً على مقاومة الإرهاب، والإرهاب الذي تتحدّث عنه. جِد مَن يترجم لك ذلك من العربية إلى لغتك”.