نداء بوست -محمد جميل خضر- عمّان
دون سابق إنذار، عمّت الثلوج منذ صباح اليوم الثلاثاء كثيراً من مناطق الأردن، خصوصاً محافظات الجنوب.. “الطفيلة ومعان والكرك”.
مع ساعات فجر الثلاثاء الأولى، وكما توقع موقع “طقس العرب” على لسان مدير العمليات في الموقع أُسامة الطريفي، بدأت زخّات الثلج على المرتفعات الجنوبية، لتمتد لاحقاً إلى باقي مناطق المملكة.
بعد الساعة التاسعة صباحاً، بدأت الكتلة الهوائية القطبية تتصاعد وتنتشر بشكلٍ تدريجيّ، إلى أن وصلت ذروتها بعد ظهر اليوم، ليشمل تساقط الزخّات معظم المرتفعات حتى ما يقلّ منها عن 800 متر.
الطريفي أشار في اتصال قناة “رؤيا” معه إلى أن ساعات المساء ستشهد تراجع التساقطات الثلجية والمطرية في جميع مناطق المملكة. وقال: إن الهطول الثلجيّ سيكون، على وجه العموم، سيكون متقطعاً، وعلى فترات، وإن التراكمات الثلجية سوف تكون محدودة.
مع ساعات فجر غد الأولى، ستنخفض، “والله أعلم”، درجات الحرارة إلى الصفر المئوي في معظم مناطق الأردن، وربما إلى ما دونه في بعض الأماكن، ما يعني توقعاً بحالات انجماد مع انقشاع نهار جديد. في هذا السياق أعلنت الحكومة تأخير دوام غد الأربعاء إلى الساعة العاشرة صباحاً، لتجنب انزلاق المركبات بسبب توقعات الجليد فوق معظم شوارع المملكة. أما اليوم فقد أعلنت وزارة التربية والتعليم عطلة رسمية، بسبب تقارير الطقس أمس، وهو ما فعلته أيضاً، معظم الجامعات الرسمية والخاصة.
ثلجة آذار تذكرنا بأمثلة عربية شعبية تكشف مدى عمق تجربة أهالينا في مناطق بلاد الشام، وخبراتهم المتراكمة حول متواليات الفصول وتقلبات الطقس، ومنها: “آذار أبو سبع ثلجات كبار”. اللافت في هذه الأمثلة أنها تتحدث عن شباط فتقول: “في شباط بشبع العجل من الرباط”، فانظروا كيف يشار إلى انتشار العشب والربيع في شباط، ويشار إلى عودة الطقس للبرودة والأمطار والثلج في آذار، رغم أنه يأتي بعد شباط. فهل هي “ضربة المِقفي” واستفاقة الطبيعة قبل أن تودّع الشتاء لسنة طويلة تزور خلالها الربيع والصيف والخريف، قبل أن تعود للشتاء وكوانينه وقوانينه مرّة ثانية؟
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية