نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
شهدت المواد الغذائية التي تحتاجها الأسرة السورية بشكل يومي ارتفاعاً لافتاً بأسعارها منذ بداية شهر حزيران/ يوليو الجاري بنسبة تخطت الـ 50% لبعض السلع الرئيسية ضمن أسواق محافظة حمص وسط حالة من الذهول أصابت الأهالي الذين لم يَعُدْ بإمكان الكثير منهم تأمين أدنى مستلزمات عائلتهم الرئيسية بسبب الفقر وانتشار البطالة المتزامن مع تدهور الوضع المعيشي ضمن مناطق سيطرة النظام.
مراسل “نداء بوست” في حمص رصد موجة الغلاء الفاحش التي غزت الأسواق المحلية لا سيما المواد الغذائية التي تخطت حدود المعقول بالمقارنة ما بين الدخل اليومي للعاملين ضِمن قطاعات الدولة، وعاملي اليومية على حدّ سواء.
ولفت مراسلنا إلى أن السكر بلغ ذروته خلال الأيام القليلة الماضية بعدما سجل ارتفاعاً بنسبة 25% عن سعره المعتاد حيث وصل سعر الكيلو الواحد لنحو 5000 ليرة سورية، بالوقت الذي ارتفع سعر لتر الزيت النباتي لما يقارب الـ16300 ليرة بعدما استقر سعره في الآونة الماضية على 13000 ليرة سورية.
البرغل البلدي المنتَج محلياً والذي تشتهر محافظة حمص وريفها بزراعته ضمن أراضيها الخصبة وغير “المستورد” رافق باقي السلع بسلم ارتفاع الأسعار حيث سجل سعر الكيلو الواحد 6500 ليرة لأسباب غير مفهومة من قِبل الأهالي الذين عبروا عن استيائهم لما وصلت إليه الأسعار ضِمن مناطق سيطرة النظام.
أبو محمد ربّ أسرة من حي القصور وسط حمص قال إن الأهالي باتوا يترقبون ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل يومي كما البورصة، نظراً لانفراد كل بائع بوضع الأسعار بما يتماشى مع مصالحه الشخصية بالتزامن مع غياب أي دور للرقابة التموينية التي من المفترض أن تعمل على رصد أسعار السلع ومعاقبة محتكريها من التجار الذين يستغلون حاجة الناس إليها لرفع أسعارها دون أي وجه حق.
وأضاف أن شريحة واسعة من أرباب الأسر باتوا يلجؤون لشراء احتياجاتهم من السكر والشاي والزيت والسمنة بالإضافة لشراء البندورة بـ “الوقية أو النصف كيلو” دون أن يعيروا اهتماماً لما يقال عنهم نظراً لعدم قدرتهم على شرائها كسابق عهدهم بكميات كافية لمدة شهر أو أكثر.
يشار إلى أن المواد الغذائية التي يتم توزيعها عادة على الأهالي في محافظة حمص عَبْر برنامج “تكامل” البطاقة الذكية لم يتم تسليمها للمستفيدين من الدعم الحكومي في دورتها الثانية من العام الحالي حتى الآن، الأمر الذي زاد طلبَ الأهالي على موادّ السكر والأرز والزيت النباتي، ما ساهم بدوره بارتفاع أسعارها “بحسب مراسلنا”.