نداء بوست-أخبار الشرق الأوسط-الخرطوم
توقعت مصادر إعلامية أن الجمعية العمومية التي تنعقد قريباً لاتحاد علماء المسلمين بأمر من مجلس الأمناء ستتجه إلى ترشيح الشيخ عصام البشير خلَفاً للشيخ المستقيل أحمد الريسوني.
وعصام أحمد البشير هو عالم وداعية سوداني، والأمين العام السابق للمركز العالمي للوسطية، ووزير الأوقاف السوداني سابقاً، وهو حاصل على دكتوراه في علم الحديث، والأمين العامّ لمنتدى النهضة والتواصل الحضاري.
وعيّن البشير في عام 2012 رئيساً لمجمع الفقه الإسلامي بجمهورية السودان، كذلك كان وزير الإرشاد والأوقاف السابق في بلاده.
وأمس الأحد، أعلن رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أحمد الريسوني تقديم استقالته من رئاسة الاتحاد، وذلك بعد تصريحاته التي كانت أثارت جدلاً واسعاً خلال الأيام الماضية.
وقال الريسوني في بيان: “تمسُّكاً مني بمواقفي وآرائي الثابتة والراسخة التي لا تقبل المساومة، وحرصاً على ممارسة حريتي في التعبير، بدون شروط ولا ضغوط، فقد قررت تقديم استقالتي من رئاسة الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين”.
وخلال وقت سابق، أعلن 25 عالماً جزائريّاً تجميد عضويتهم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين احتجاجاً على تصريحات اعتبروها “مستفزة وعدائية” لرئيس الاتحاد المغربي أحمد الريسوني.
وتتعلق التصريحات بالجزائر وموريتانيا والصحراء المغربية، واشترط العلماء المنسحبون استقالة الريسوني أو تقديم اعتذار.
وقال الريسوني في تصريحاته: إن “الدعاة في المغرب مستعدون للجهاد بالمال والنفس (…) والزحف بالملايين إلى مدينة تندوف الجزائرية”.
وتابع: إن “وجود موريتانيا نفسها خطأ، فضلاً عن الصحراء، على المغرب أن يعود إلى ما قبل الغزو الأوروبي”.
ونقلت صحيفة “الشروق” الجزائرية عن رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين عبد الرزاق قسوم، قوله: إن قرار تجميد العضوية “جاء نتيجة تمسُّك رئيسها المغربي أحمد الريسوني، بتصريحاته العدائية والمشينة في حق الجزائر”.
ويتابع: إن الريسوني “استغل منبراً إسلامياً جامعاً لينفث سمومه على الجزائر” على حد وصفه، مضيفاً أنه “استمر في هجومه غير المبرر على دولة جارة في تصرُّف لا يليق بمنصب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي تبنَّى نُعْرة عصبية توسعية على حساب استقرار الاتحاد واستقلاليته”.
وحسب قسوم، فإن تجميد العضوية قرار مؤقت ومشروط، وذلك إلى غاية استقالة أحمد الريسوني من منصبه، مشيراً إلى أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ليست معنية بقرار تجميد العضوية في الاتحاد بل العلماء والمشايخ الجزائريون المنضوُون فيه، على اعتبار أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ليست عضواً في الاتحاد وبالتالي أعضاؤها الجزائريون هم مَن جمدوا عضويتهم.
وأكدت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، بحسب “الشروق”، أن “الريسوني الذي سكت عن خيانة دولة المخزن للقضية الفلسطينية وصمته على الزيارات المتتالية للقيادات العسكرية والأمنية الصهيونية لبلده، جاء ليدعو إلى ما يسمى الجهاد ضد الجزائر في مخالفة شرعية صريحة لمفهوم الجهاد في الإسلام”.
ونشر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين توضيحاً على موقعه حول تصريحات الريسوني حول الجزائر و”الصحراء” قال فيه: إن دستور الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينصّ على أن الرأي الذي يُسنَد إلى الاتحاد هو الرأي الذي يتم التوافق، والتوقيع عليه من الرئيس والأمين العامّ بعد المشورة، ثم يصدر باسم الاتحاد.