نداء بوست – يوميات مواطن – ولاء الحوراني – درعا
تشهد الأسواق ومتاجر الألبسة في محافظة درعا، حركة خجولة بسبب الارتفاع الخيالي في أسعار الملابس الشتوية وغلائها أربعة أضعاف العام الماضي.
وأوضحت مراسلة “نداء بوست” في درعا، أن عدم قدرة السكان على مواكبة هذه الأسعار التي تفوق دخلهم الشهري، جعل حركة البيع والشراء تُصاب بالركود.
وخلال جولة على أسواق الملابس في محافظة درعا، رصد “نداء بوست” عدداً من ردود أفعال المشترين وأصحاب المحالّ حول الارتفاع في أسعار الملابس.
وقال عدنان الغانم، أحد أهالي درعا: إن أسعار الملابس باهظة جداً هذا العام ولا تناسب جميع شرائح المجتمع، إذ اقتصر شراؤها على ميسوري الحال.
وأضاف الغانم أن لديه خمسة أطفال وهو عاجز عن تأمين كسوتهم خلال فصل الشتاء، حيث وصل سعر الجاكيت الشتوي لـ 300 ألف ليرة سورية، والبنطلون الجينز لـ 40 ألفاً.
من جهتها قالت روان الديري، وهي موظفة في درعا: إن “راتبها الشهري يبلغ 116 ألف ليرة، وتكلفة شراء ملابس لكل واحد من أبنائها مع الحذاء، تصل إلى 500 ألف ليرة سورية، وهو مبلغ كبير يفوق دخلها بأضعاف، لذا فهي غير قادرة على تأمين كسوة واحد فقط من أبنائها الثلاثة، لذا ستتجه إلى سوق الملابس المستعملة (البالات) كون أسعارها أقل من الملابس الجاهزة”.
في السياق ذاته قال أحد تجار الملابس في درعا: إن متاجر الألبسة شِبه خالية والناس تكتفي فقط بالسؤال عن الأسعار وتغادر، ما يُنذر بكساد البضائع في المحالّ، التي على ما يبدو لن تغطي نفقاتها هذا العام”.
وأرجع المصدر ذاته هذا الارتفاع إلى انهيار سعر الليرة السورية أمام الدولار، وأجور الشحن الكبيرة نتيجة غلاء المحروقات، كما أن حواجز النظام المنتشرة على الطرقات من العاصمة إلى درعا تفرض مبالغَ كبيرةً مقابل عبور الحمولة، ما يدفع التجار لرفع الأسعار لتجنُّب الخسارة.
يُذكر أن درعا تعاني ظروفاً صعبة مع دخول فصل الشتاء وارتفاع أسعار موادّ التدفئة، فضلاً عن الغلاء الفاحش في الأسعار، بالتزامن مع الفقر الشديد وانتشار البطالة والنقص الحاصل في الكهرباء والمياه والخبز والمحروقات.