نداء بوست-سليمان سباعي-حمص
قال مراسل “نداء بوست” في حمص: إن شريحة واسعة من أهالي مدن وبلدات ريف حمص الشمالي بدأوا بالعمل على جمع أوراق الزيتون وأغصانه المقلمة بعد انتهاء موسم القطاف ضمن الأراضي الزراعية ليستعينوا بها على تخفيف وطأة البرد الذي يتربص بهم خلال فصل الشتاء الذي طرق أبوابهم خلال شهر تشرين الثاني الجاري.
وأفاد مراسلنا بتوجه عشرات الشبان بشكل يومي إلى الأراضي الزراعية التي انتهى أصحابها من عملية تقليمها (قص الأغصان الزائدة) بعد الاتفاق معهم ليحملوها إلى منازلهم بشكل مجاني.
ونقل مراسلنا عن أحد أرباب الأسر قوله: إن الحاجة الملحة لأي شيء قابل للاشتعال دفعتهم لطلب (الكشالحة) من أصحاب الأراضي الذين يقومون بطبيعة الحال بالتخلص منها نظراً للضرر الذي تتسبب به لجذوع الأشجار.
وأضاف بوجود عشرات العائلات التي لا تملك ثمن الحصول على حطب التدفئة الذي تخطى سعره حاجز ٨٠٠-٩٠٠ ألف ليرة سورية، وذلك بسبب تدهور الوضع المعيشي الناجم عن ارتفاع نسبة البطالة بين العمال لأعلى مستوياتها منذ أعوام.
من جهته تحدث الحاج عبد الغني من قرية الزعفرانة بريف حمص الشمالي بعدم اعتراضه على طلب أي شخص يرغب بدخول مزارع الزيتون التي يمتلكها نظراً لعلمه المسبق بصعوبة الوضع المعيشي للكثير من أبناء قريته.
من جهته، قال محمد الأسعد من أبناء بلدة المكرمية أن استعمال (الكشالحة) داخل المنزل في فصل الشتاء يترتب عليه الحذر الشديد بسبب الدخان الكثيف الشي ينبعث من أوراق الزيتون الأخضر، والذي يتسبب بأمراض الصدر لدى الأطفال وكبار السن على حد سواء.
وأضاف في معرض حديثه أن الحاجة المتفاقمة لدى الأهالي دفعت بهم لاتباع أي سبيل من شأنه توفير بعض الدفء لأطفالهم.
تجدر الإشارة إلى أن معظم أهالي وسكان ريف حمص الشمالي لم يتمكنوا لغاية الآن من استلام مخصصاتهم من مازوت التدفئة والمحددة بكمية مئة لتر مقسمة على دفعتين دون أي تبرير منطقي من قبل المسؤولين عن توزيع المحروقات ضمن مؤسسة تكامل الجهة المسؤولة عن آلية عمل البطاقة الذكية وفقاً لمراسلنا.