كشف تقرير أمريكي عن تفاصيل جديدة عن خطة إدارة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترمب" لقتل الجنرال الإيراني "قاسم سليماني" قائد فيلق القدس، وذلك بالإستناد إلى مقابلات مع 15 من المسؤولين الأميركيين الحالين والسابقين.
ونشر موقع "ياهو نيوز" الأمريكي تقريراً عن قيام 3 فرق من القوات الخاصة الأميركية "دلتا فورس" بالاختباء في مبانٍ قديمة أو مركبات على جانب الطريق بالقرب من مطار بغداد الدولي في انتظار "سليماني"، متنكرين في زي عمال صيانة.
وأضاف التقرير أن ليلة تنفيذ العملية تم إغلاق الجانب الجنوبي الشرقي من مطار بغداد في غضون مهلة قصيرة لإجراء تدريبات عسكرية، أو هكذا أُبلغت الحكومة العراقية.
وكان لدى أحد القناصين منظار رصد مزود بكاميرا كانت تنقل ما يحدث مباشرة إلى السفارة الأميركية في بغداد، حيث كان يتمركز قائد "دلتا فورس" مع طاقم الدعم.
ووفقاً للتقرير فقد تمركزت فرق القناصة الثلاثة على بعد من 600 إلى 900 ياردة من المنطقة التي جرى تنفيذ عملية القتل فيها.
وقد تمت العملية بمساعدة أعضاء في مجموعة مكافحة الإرهاب (CTG)، وهي وحدة كردية نخبوية في شمال العراق لها صلات عميقة بالعمليات الخاصة الأميركية.
وفي الساعات الست التي سبقت صعود "سليماني" إلى الطائرة في دمشق التي قدم منها لبغداد، قام الجنرال الإيراني بتبديل هاتفه الجوال ثلاث مرات، وفقاً لمسؤول عسكري أميركي.
وفي تل أبيب، عمل ضباط الاتصالات المنتمون لقيادة العمليات الخاصة الأميركية المشتركة مع نظرائهم الإسرائيليين للمساعدة في تتبع هواتف "سليماني".
وقد قام الإسرائيليون، الذين تمكنوا من الوصول إلى أرقام "سليماني"، بتمريرها إلى الأميركيين، الذين تتبعوا مواقع الهواتف حتى وصولها إلى بغداد.
وأشار التقرير إلى أن الرحلة القادمة من دمشق هبطت بعد منتصف ليل الثالث من كانون الثاني/يناير 2021، متأخرة عدة ساعات عن الموعد المحدد.
وقام أحد العناصر الأكراد المتنكرين بزي طاقم أرضي بتوجيه الطائرة إلى التوقف عند مدرج المطار، وعندما نزل الهدف "سليماني" من الطائرة، كان أعضاء مجموعة مكافحة الإرهاب الكردية الذين تظاهروا بأنهم حاملو أمتعة موجودين للتعرف عليه والتأكد من هويته.
وبعد ذلك، استقل "سليماني" والوفد المرافق له سيارتين لمغادرة المطار، حيث كان قناصة "دلتا فورس" في الانتظار، كما حلقت ثلاث طائرات أميركية مسيرة في سماء المنطقة، اثنتان منها كانتا مسلحتين بصواريخ "هيلفاير"
وبحسب موقع "ياهو نيوز" فقد تحركت السيارتان إلى المنطقة التي تمت فيها عملية القتل، وأطلق مشغلو الطائرات المسيرة النار على الموكب، وسقط صاروخان «هيلفاير» على سيارة "سليماني"، ما أدى إلى تدميرها، فيما حاول سائق السيارة الثانية الهرب، حيث قطع مسافة نحو 100 ياردة قبل أن يطلق قناص من «دلتا فورس» النار على السيارة، لتتوقف في الحال قبل أن يصيبها صاروخ ثالث، ويفتتها إلى أجزاء.
من جهتها نفت سلطات إقليم كردستان شمالي العراق، اليوم الأحد، المشاركة في اغتيال القائد السابق لـ "فيلق القدس" الإيراني، "قاسم سليماني".
وقالت مؤسسة مكافحة الإرهاب في "إقليم كردستان" في بيان اليوم الأحد: "نُشر تقرير يتهم بشكل غير مباشر مشاركة عدد من الضباط الكرد في اغتيال الجنرال قاسم سليماني، وفي جانب آخر ورد اسم مكافحة الإرهاب التابعة لإقليم كردستان".
وأضافت: "ننفي نفيا قاطعا علم واطلاع ومشاركة قوات مكافحة الإرهاب في هذه الفعلة".
وفي 3 كانون الثاني/ يناير 2020، قتل "سليماني"، رفقة رئيس هيئة "الحشد الشعبي" العراقية "أبو مهدي المهندس"، في غارة أمريكية، قرب العاصمة بغداد.