نداء بوست-أخبار سورية-قسم التحقيقات والمتابعة
أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي مشترك اليوم الأربعاء مع نظيره الإسرائيلي يائير لبيد، أنهما بحثا مسائل إقليمية تخص الجانبين، وأنه سيتم إعطاء دفعة إيجابية للعلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وأفادت مصادر مطلعة لموقع “نداء بوست”، أن الملف السوري كان حاضراً خلال زيارة وزير الخارجية التركي إلى إسرائيل، حيث كانت وجهات النظر متقاربة إلى حد كبير حيال النفوذ الإيراني في سورية.
تعزيز العلاقات
وزار مولود جاويش أوغلو اليوم الأربعاء النصب التذكاري للمحرقة النازية “الهولوكوست” قبل أن يتوجه إلى زيارة المسجد الأقصى في القدس الشرقية، والذي يعتبر ثالث أقدس المواقع الدينية عند المسلمين.
كذلك زار أوغلو في وقت لاحق اليوم الأربعاء المسجد الأقصى الذي شهد مواجهات واشتباكات متكررة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية خلال شهر رمضان. وقال: إنه ناقش هذا الملف مع لابيد.
وأضافت المصادر: جرى التفاهم على التنسيق وتبادل المعلومات حول الملف السوري”.
حاجة إسرائيلية لتركيا
واعتبر محلل شؤون السياسة الخارجية والأمن المقيم في أنقرة عمر أوزكيزيلجيك أن إيران هي الدافع الرئيسي لتطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل.
وأضاف أوزكيزيلجيك في حديث لنداء بوست: إسرائيل بحاجة إلى تركيا، لأن الواقع يؤكد أن تركيا وحلفاءها السوريين هي الجهة الوحيدة التي واجهت إيران في سورية وقيدت تحركاتها.
ورجح المحلل التركي أن يكون الجانبان توصلا إلى حل وسط، إذ إنهما يعملان على تعزيز التقارب بينهما.
اتفاق على التنسيق في سورية
وتناولت المباحثات التركية الإسرائيلية الواقع المتحول بعد الحرب الروسية الأوكرانية، وانعكاس ذلك على طبيعة الوجود الروسي في سورية.
من جانبه رأى الباحث في الشأن التركي طه عودة أن العلاقات التركية – الإسرائيلية لم تصل إلى التطبيع الكامل، لكن الواضح أن الطرفين يبدو أنهما أقرب من أي وقت مضى لجسر هوة العلاقات بينهما وإعادتها لوضعها الطبيعي قريباً.
وذهب عودة إلى أن قرار الجانبين بالتقارب تأثر بعوامل وسياقات عدة محلية وإقليمية خصوصاً الحرب الروسية الأوكرانية، وأيضاً عملية التموضع الجديدة في سورية بعد الأنباء عن انسحاب روسي، والقلق الإسرائيلي من التحركات الإيرانية لتعبئة الفراغ.
وأشار عودة إلى وجود رغبة حقيقية وواضحة، وإجماع في الأوساط التركية على ضرورة تحسين العلاقات مع إسرائيل إن شاءت تركيا أن يكون لها دور قوي في ملفات المنطقة الشائكة في شرق المتوسط، وحتى مع إدارة الرئيس بايدن.
وخلال شهر آذار/ مارس الماضي رحب رئيسا إسرائيل وتركيا في أنقرة بـ”تحول” العلاقات بين البلدين بمناسبة زيارة إسحق هرتسوغ إلى أنقرة.
و هرتسوغ، هو أول رئيس إسرائيلي يزور تركيا منذ عام 2007.
ورحب الرئيسان بـ”تحول” العلاقات بين البلدين بعد توتر شديد على مدى السنوات العشر الماضية.
وأكد هرتسوغ أنه “لسنا متفقين حول جميع المسائل (…) لكننا نأمل بحل خلافاتنا باحترام متبادل وحسن نية”.
مصالح مشتركة
بدوره، قال أردوغان خلال مؤتمر صحافي مشترك: إن الزيارة “ستشكل نقطة تحول في علاقاتنا”، وتابع: “هدفنا المشترك هو استئناف الحوار على أساس احترام المسائل الحساسة بالنسبة لنا، ومصالحنا المشتركة”.
التطبيع بين تركيا والنظام السوري يعود إلى الواجهة من جديد.. هل تفعلها أنقرة؟
وأقيمت مراسم لاستقبال هرتسوغ في القصر الرئاسي في أنقرة، قبل اصطحابه إلى ضريح مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك، حيث دون ملاحظة في سجل الزوار تحدث فيها عن “تشرفه” بهذه الزيارة.
وتصدعت العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل وتركيا، في 2010 إثر مقتل عشرة مدنيين أتراك في غارة إسرائيلية على سفينة مساعدات كانت تحاول الوصول إلى قطاع غزة وكسر الحصار الذي تفرضه عليه إسرائيل.
وأبرم البلدان اتفاق مصالحة في عام 2016 شهد عودة سفيريهما، لكن المصالحة ما لبثت أن انهارت بعد عامين عندما استدعت تركيا سفيرها احتجاجاً على استخدام القوات الإسرائيلية العنف لقمع احتجاجات فلسطينية خلال “مسيرات العودة”.
وخلال الأشهر الماضية شهدت علاقات البلدين تقارباً واضحاً بينهما، إذ تحدثَ رئيسا الدولتين مرات عدة منذ تنصيب هرتسوغ في تموز/يوليو الماضي.
وتعمل تركيا وإسرائيل على إصلاح علاقاتهما المتوترة منذ فترة طويلة وبرز مجال الطاقة كمجال أساسي للتعاون المحتمل، وطردت الدولتان السفيرين في 2018 وتبادلا الاتهامات والتصريحات الحادة بشأن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.