نداء بوست- أخبار سورية- حلب
أجرى وفد من اللجنة المشتركة لرد الحقوق في عفرين، اجتماعاً مع المسؤولين الأتراك عن منطقة عفرين بريف حلب الشمالي، تم خلاله مناقشة الاحتجاجات الشعبية الأخيرة وما تبعها من أعمال عنف أدت لمقتل متظاهرين.
وقال مصدر خاص لـ “نداء بوست”: إن وفد اللجنة ناقش مع الوالي المشكلة الأخيرة في عفرين وجنديرس، وشرح له الأسباب التي أدت إلى هذا الانفجار الشعبي.
كذلك أشار الوفد إلى الواقع الاقتصادي والمعيشي المتدهور لأهالي المنطقة وعدم قدرتهم على تحمُّل أعباء إضافية.
وسلم الوفد جملة من مطالب المتظاهرين إلى الوالي، منها محاسبة مطلقي النار على المتظاهرين، وتعيين رئيس مجلس محلي جديد في عفرين، وإعادة هيكلة المجلس، وتشكيل لجنة مراقبة للمؤسسات الخدمية وآلية عملها.
كذلك تمت المطالبة بتأسيس لجنة تموينية لمراقبة الأسعار، وإعفاء المواطنين من ضرائب المجلس المحلي، ومنع قرارات إخلاء منازل المهجرين إلا بعد تأمين بديل.
الجانب التركي وعد خلال اللقاء بإعادة التيار الكهربائي فَوْر انتهاء أعمال الصيانة بشكل عاجل وقريب، وبدراسة الكلفة المالية لاستجرار الكهرباء في عفرين للعمل على خفض الأسعار لتصبح بأقل شكل ممكن.
وتم الاتفاق على عقد اجتماع جديد بين الجانبين يوم غدٍ الإثنين في مقر اللجنة في عفرين، على أن ينضم له مدير شركة الكهرباء وممثلون عن الحراك الشعبي في المدينة.
وفي الأول من حزيران/ يونيو الجاري، أصدرت اللجنة المشتركة لرد الحقوق بلاغاً طلبت فيه من شركة الكهرباء مراجعتها بعد تسجيل 1200 شكوى ضدها.
وفي اليوم التالي، تم عقد اجتماع بين إدارة اللجنة المشتركة لرد الحقوق مع وفد من مديرية شركة الكهرباء في مدينة عفرين، ضم المدير الإداري والقانوني للشركة، مصطفى حنورة، ومدير مركز الكهرباء في المحمودية، محمد عبارة، والمهندس غسان كنجو.
وتم تبليغ ممثلي الشركة بالمطالب والمقترحات، وتم الاتفاق على تأجيل الجلسة إلى يوم الأحد (اليوم) أو الإثنين القادم لحضور المدير العامّ لشركة الكهرباء وإحضار الأوراق المطلوبة منهم، إلا أن تسارُع الأحداث غيّر مسار الجلسات.
ويوم الجمعة الماضي، شهد العديد من مدن وبلدات ريف حلب الشمالي والشرقي، مظاهرات شعبية واسعة رفضاً لارتفاع أسعار الكهرباء واحتجاجاً على انقطاعها المتكرر.
وقال مراسل “نداء بوست”: إن مئات المدنيين خرجوا بمظاهرات في عفرين وجنديرس ومارع وصوران بريف حلب الشمالي والباب بالريف الشرقي، تنديداً برفع الشركة المغذية للمنطقة أسعار الكهرباء في وقت يعاني به الأهالي من ضائقة معيشية واقتصادية.
في عفرين، تجمع المتظاهرون أمام مبنى الشركة وأمام المجلس المحلي، فيما أضرم مجهولون النار في المبنيين، ما أدى إلى احتراق أجزاء واسعة منهما، فيما أكد ناشطون العثور على جثة متفحمة مجهولة داخل المجلس المحلي.
أما في منطقة جنديرس، فقد تجمع المتظاهرون أمام مبنى السرايا، وأحرقوا مبنى شركة الكهرباء، ليقوم عناصر الحماية بإطلاق النار بشكل مباشر لتفريقهم ما أدى إلى إصابة ثلاثة منهم، أحدهم كانت حالته حرجة، وفارق الحياة فيما بعد.
وفي مدينة الباب وبلدتَيْ ومارع وصوران، تجمع المتظاهرون أمام مقرات الشركة ورددوا شعارات رافضة لقراراتها، كما نددوا بالمجالس المحلية لعدم تدخُّلها ووضع حدّ لتلك القرارات.
وفي ردها على تلك الاحتجاجات، أصدرت “الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية” المغذية للمنطقة، بياناً هاجمت فيه المتظاهرين واتهمتهم بممارسة “أعمال إرهابية”.
وقالت الشركة في بيانها: “تتعرض الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية لأعمال إرهابية وتخريب ممنهج يستهدف البنية التحتية لقطاع الكهرباء، ويطال جميع المرافق والأقسام والأنظمة والبرمجيات وحرق وسرقة ونهب الحواسيب وكافة المعدات”.
ورد الناطق باسم الجيش الوطني السوري الرائد يوسف حمود على تلك الاتهامات، وقال في تغريدة على تويتر: ”نقف إلى جانب أهلنا في المحرَّر ولا نرتضي وَصْفهم بالإرهابيين والمخربين فالإنسان عندما يصل إلى أبلغ أنواع الفاقة والعوز ثم يشاهد الاستغلال والمستغلين من الطبيعي أن يخرج عن الموضوعية بعد أن تنتهي مساحتها”.
وأضاف حمود: “وبالتالي من الظلم أن نطبق على هذا الشعب القياس مع مقاييس الحضارة أو نظلمه فننعته بنعوت تُخرجه عن حضارته، هذا الشعب الذي خرج بالأيام الماضية في وقفات تدعم الجيش الوطني في معاركه القادمة وتسانده لتحرير أراضينا المغتصبة في منبج وتل رفعت وعين العرب وغيرها”.
جدير بالذكر أن شركة الكهرباء قررت مؤخراً رفع سعر الكيلو واط المنزلي إلى أربع ليرات ونصف الليرة التركية، الأمر الذي أثار غضب الأهالي خاصة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية والانقطاع المتكرر للتيار، ومخالفة هذه القرارات للاتفاقيات الموقعة مع المجالس المحلية.