نداء بوست-أخبار سورية-أسامة آغي
الذكرى الحادية عشرة للثورة السورية المباركة، تدفع لتسليط الضوء على ما أفرزته هذه الثورة من أوضاع ومآلات في جوانب مختلفة، ولعلنا في سؤالنا للعميد أحمد رحّال حول الجانب العسكري، نقوم بإضاءة هذا الجانب من إحدى زوايا هذا الأمر.
وحشية النظام دفعت لحمل السلاح
بدأت المظاهرات في أرجاء سورية على صورة احتجاجات سلمية، تطالب بإصلاحات سياسية واقتصادية ودستورية، لكنّ نظام الأسد المبنيّ على انغلاق رؤيته الاستبدادية، أحسّ بأن هذه المظاهرات السلمية ستقتلع هيمنته على السلطة في البلاد، وتُنهي نهبه لاقتصادها واستعباده للشعب السوري، ولذلك عمد إلى مواجهتها بالوحشية الدموية، وعمل على نشر السلاح بين المتظاهرين، ليقول: إن ما يحدث هو إرهاب موجَّه ضد الدولة واستقرارها.
يقول العميد المنشق أحمد رحّال: “من المنطق العقلاني ومنطق الحكمة القول إن الثورات هي ثورات تظاهُر، وثورات إبداء رأي تعبّر عن حالة شعبية، فثورات كهذه لا تحتاج للسلاح ولا للقوة، ولا تحتاج للضرب والاعتقال”.
فحين خرج الشعب السوري إلى الشوارع متظاهراً، كان أمامه النموذج الثوري التونسي السلمي، فبرأي الرحّال لا يوجد إنسان عاقل كان يفكّر بحمل السلاح، فأهالي درعا خرجوا بمظاهرتهم من الجامع العمري، ووجدوا سيارة مليئة بالسلاح، دفع إلى وضعها النظام الأسدي، فعملوا على دفن هذا السلاح منعاً لاستخدامه”.
ويرى العميد رحّال: “أن حمل السلاح يقف خلفه اثنان، (النظام الأسدي وأجندات إقليمية)، وبهذه الحالة، لا يمكن الضغط على أحد ومنعه من حمل السلاح، وهو يرى، كيف يتم قتل الناس وذبحهم وسحلهم واغتصاب نسائهم، فهذه الجرائم المهولة، كان النظام قد خطّط لها، وخير دليل على ذلك، نشره لفيديوهات التعذيب والقتل والإهانات”.
جرائم النظام أجبرت الناس على حمل السلاح دفاعاً عن أنفسهم، كذلك كانت هناك قُوى خارجية من أحزاب أو جهات إقليمية لها مصلحة بتسليح الناس، وهذا سمح بنقل الصراع إلى مستوى احتجاجي غير سلمي، ولهذا يمكننا القول إن عوامل عدّة اجتمعت في هذه الحالة وكان الضحية الشعب السوري.
الثورة ثورتنا ولكن..!
ولكن هل تحوّلت السلمية إلى مواجهات مسلحة مع النظام جرت بصورة صحيحة؟ يقول العميد أحمد رحّال: “ما دام هذا الجيشُ الوطني جيشَنا، وهؤلاء المقاتلون مقاتلينا، وهذه الثورةُ ثورتَنا، لماذا تُركت الأمور للفلتان الأمني وللفلتان الثوري؟! لماذا لم يتمكن الجيش الوطني من أن يكون رمزاً مثل الجيش السوري الحر؟ فما دام لدينا ضباط وقيادات ومقاتلون وسلاح فلماذا هذا الفلتان”؟
ويرى الرحّال: أن هناك غياباً للقيادات السياسية الفاعلة، والتي أصبحت مرتهنة لأمراء الحرب، وبالتالي فأي تغيير ليس في مصلحتهم، كما لدى النظام الأسدي، فانتصار الثورة سيذهب بمناصبهم وبمصالحهم ومكتسباتهم، ولهذا، هناك طريقان لحل هذه المعضلة، إما قرار من صاحب القرار وهو هنا “الدولة التركية، والتي يقع على عاتقها تدريب ورعاية شؤون الفصائل العسكرية، أو انتفاضة شعبية تُنهي هذا الفلتان وهذا الوضع السيّئ”.
لكن الرحّال يرى أن الوضع في المناطق المحررة (إستاتيكي)، وليس في الأفق القريب تغيير.