وصف "ياسين أقطاي"، مستشار الرئيس التركي، "رجب طيب أردوغان"، انتخابات النظام السوري "الرئاسية" الأخيرة، موجّهاً انتقادات لاذعة للقائمين عليها.
وقال المستشار التركي في لقاء مع صحيفة "يني شفق" التركية: إنّ "بشار الأسد عرض مسرحية انتخابية مبتذلة، وبأبشع طرق التهكم والسخرية من الديمقراطية وإرادة الشعب، وهو الذي لم يقدم للشعب السوري طيلة عشر سنوات خلت سوى الدماء والتعذيب والدموع والجوع والفقر".
وأضاف: بالطبع كانت نتائج هذه المسرحية معلومة منذ البداية، كما أن المرشحَين الآخرَين على الأغلب هما أيضاً صوَّتا له. حيث لم يَحُز هذان المرشحان سوى على 5 بالمئة، من الأصوات كحد أقصى.
وعن إعلان نتائج الانتخابات و"فوز الأسد" بنسبة 95.1 بالمئة، قال "أقطاي": "نتساءل أيّ جانب من جوانب مسرحية الانتخابية التي تمثل كوميديا مأساوية من البداية حتى النهاية، يمكن أن يقبله العقل والمنطق؟.. حسب ما قيل بأن مجموع الذين صوّتوا في الانتخابات وصل إلى 14 مليوناً و239 ألفاً و140 صوتاً، فإنّ هذا العدد يفوق عدد السوريين الذين كان يحق لهم التصويت قبل أن تبدأ الحرب حتى؛ إذن من أين عثروا على هذا الكمّ الكبير من السوريين ونقلوهم إلى صناديق الاقتراع".
وأضاف، بحسب ما نقلت الصحيفة: "دَعُونا نكمل من حيث بدأنا حول مسألة عدد الناخبين السوريين المشاركين في الانتخابات. كم عدد السوريين برأيكم الذين يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الأسد حاليّاً في سوريا، أي التي يمكنه فيها إنشاء صناديق اقتراع؟ لقد أشرنا من قبل مراراً إلى أنه منذ بداية الأزمة السورية هاجر 4 ملايين على الأقل إلى تركيا، و3 ملايين نحو لبنان والأردن، و1.2 مليون إلى ألمانيا، وما يقرب من مليون إلى باقي الدول الأوروبية. ولا يزال هناك 5 ملايين شخص يعيشون الآن خارج مناطق سيطرة النظام، في مناطق عمليات "نبع السلام" التركية، و"درع الفرات"، و"غصن الزيتون". إضافة لكل ذلك، هناك أيضاً المناطق الواقعة فعليّاً تحت سيطرة الولايات المتحدة، وهي مناطق لا تخضع لسيطرة النظام السوري على الإطلاق، ويتراوح عدد سكانها ما بين 2 إلى 3 ملايين".
واعتبر "أقطاي" أنّ "هذا يعني أن ما لا يقل عن 15 مليون سوري يعيشون خارج مناطق سيطرة النظام. وبما أن عدد السوريين قبل عام 2011 كان يبلغ 22 مليون نسمة، فمن الواضح أن ما لا يزيد عن 7 إلى 8 ملايين يعيشون الآن في مناطق سيطرة النظام السوري".
وأضاف: نحن نتحدث عن 7 إلى 8 ملايين كرقم إجمالي، ومع ذلك فإن النظام يقول إن إجمالي عدد أصوات الناخبين بلغ 14 مليوناً و239 ألفاً، ولذلك نقول: إذا لم يكن النظام قد استَوْرَد مواطنين أجانب آخرين إلى سوريا، فإن هذا الرقم يبقى مجرد جانب آخر من جوانب المهزلة الانتخابية!".
ومنذ إعلان النظام السوري التحضير للانتخابات، قاطعتها تركيا، ومنعت النظام من افتتاح صناديق اقتراح داخل قنصليته في إسطنبول.