“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
انتقل صراع التحالف الثلاثي، المكون من الكتلة الصدرية وتحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني، مع تحالف ما يسمى بـ”الإطار التنسيقي”، المكون من مجموعة أحزاب شيعية، إلى داخل رئاسة البرلمان ليدق إسفين تفكك التحالف الأول، الذي يحمل اسم “إنقاذ وطن”، بعد التوتر في العلاقة بين رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ونائبه الأول حاكم الزاملي.
وبدأ الخلاف بين الحلبوسي والزاملي بسبب تعبير”هيئة الرئاسة”، الذي اعتبره الحلبوسي تجاوزاً على صلاحياته، بوصفه رئيساً للبرلمان، في إصدار الأوامر الإدارية في مجلس النواب بتوقيعه حصراً وعدم تخويل أحد بذلك.
وكان الحلبوسي قد أكد في تعميم وجهه إلى الأمين العامّ لمجلس النواب ودوائر وتشكيلات المجلس كافة، أنه استناداً إلى مواد في قانون مجلس النواب، تتضمن تنفيذ التشريعات النافذة، وتفصيلات العمل الإداري وتشكيلات المجلس، فإن إصدار الأوامر النيابية يتم بتوقيعه حصراً ولا يخول أحداً بذلك.
ورد الزاملي، في تعميم وجهه لأعضاء مجلس النواب جاء فيه، أن نصوص المادتين من النظام الداخلي المتعلقتين بهيئة رئاسة مجلس النواب تنسجم مع أحكام الدستور، ولا تتعارض معها، ولا مع الصلاحيات الحصرية لرئيس مجلس النواب التي حددها الدستور.
وأضاف الزاملي أن المحكمة الاتحادية العليا قد أطلقت تعبير “هيئة رئاسة مجلس النواب المنتخبة”، في قرار ولائي لها، من دون أي اعتراض أو تعليق خاص بعدم الدستورية، الأمر الذي يمكن أن يستظهر منها دستورية هذا التعبير وعدم وجود أي تحفُّظ من قِبل المحكمة بشأنه، إلى جانب أن تعبير هيئة رئاسة مجلس النواب قد ورد في عدد من القوانين النافذة.
ومع الترجيحات بانتقال الصراع السياسي إلى داخل تحالف “إنقاذ وطن”، حذر النائب والقيادي في تحالف السيادة مشعان الجبوري من “تصدع التحالف” بسبب النزاع بين الحلبوسي والزاملي.
وقال الجبوري في تغريدة على “تويتر”: إن “تنازع الزاملي مع الرئيس الحلبوسي، وإصراره على أنه جزء من هيئة رئاسة وليس نائباً للرئيس يهدد تحالف “إنقاذ وطن” بالتصدع إن لم يتدخل السيد الصدر”.
وأشار إلى أن “وصف هيئة الرئاسة لم يرد مطلقاً في الدستور، والمحكمة الاتحادية أكدت عدم وجود شيء اسمه هيئة رئاسة مجلس النواب، وإنما رئيس ونائباه!”.
وكشفت مصادر سياسية مطّلعة عن أن الحلبوسي يعتزم الانسحاب من التحالف الثلاثي بسبب الخلافات مع النائب الأول لرئيس البرلمان حاكم الزاملي، الذي ينتمي إلى التيار الصدري، واستمرار ضغوطاته على الحلبوسي”.