نداء بوست-أخبار صحة-متابعات
كشف تقرير نشره موقع "سيانس ألرت" عن تمكن العلماء من مراقبة نشاط الدماغ المرتبط باضطراب الوسواس القهري (OCD) بتفاصيل أكثر من أي وقت مضى.
وبحسب التقرير الذي ترجمه موقع "الحرة" أنه إذا أمكن تحديد هذه الإشارات العصبية، فإنه من الممكن البحث عن حلول علمية.
واضطراب الوسواس القهري هو مرض نادر، ولكن من المعروف اليوم أنّ مرض الوسواس القهري منتشر أكثر من الكثير من العديد من الأمراض النفسية الأخرى.
يبدأ اضطراب الوسواس القهري في سن مبكرة وغالبًا في مرحلة الطفولة أو المراهقة وبصورةٍ عامّة في سن العاشرة تقريبًا، أما بين البالغين فيظهر اضطراب الوسواس القهري في سن 21 عامًا تقريباً
ويمكن أن يؤثر الوسواس القهري على ما يصل إلى شخصين من كل 100 بالغ، وبينما تتوفر العلاجات والأدوية السلوكية المختلفة، يقدر أن 25-40 في المائة من المصابين بالوسواس القهري لا يحصلون على أي فوائد مستدامة منها.
كذلك يمكن أن يشمل الاضطراب أفكارا تطفلية وسلوكا قهريا، مما يؤثر على الحياة اليومية للمصاب.
وفي دراسة جديدة، تمت مراقبة خمسة متطوعين يعانون من اضطراب الوسواس القهري الحاد في كل من المختبر والمنزل خلال الحياة اليومية، مع البيانات التي تم جمعها بما في ذلك قياسات نشاط الدماغ بالإضافة إلى تعابير الوجه وحركات الجسم ومعدل ضربات القلب وأعراض الوسواس القهري المبلغ عنها ذاتيا.
ومكنت هذه المجموعة من المعلومات التي تم جمعها في الوقت الفعلي الباحثين من تحديد الارتباطات بين النشاط السلوكي والإشارات في الدماغ.
بدورها، قالت أخصائية الطب الحيوي من جامعة براون في رود آيلاند، نيكول بروفينزا، إنه "هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تسجيل إشارات دماغية من المشاركين المصابين بأمراض نفسية عصبية بشكل مزمن في المنزل".
وأضافت: "باستخدام إشارات الدماغ هذه، قد نكون قادرين على التفريق بين معاناة الشخص من أعراض الوسواس القهري، وعندما لا يكون كذلك".
ويمكن للأجهزة المستخدمة لرسم نشاط الدماغ أن توفر محاكاة للدماغ مثل أجهزة DBS التي تعتمد على أقطابا كهربائية أن تعطي بعض الأمل كطريقة لعلاج الوسواس القهري، خاصة عند الأشخاص الذين لم يستجيبوا للتدابير الأخرى، بحسب التقرير.
ومع ذلك، هناك قيود على التحفيز العميق للدماغ، حيث لا يمكن تكييفها بسهولة أو بسرعة مع تغير الأعراض، فهي حاليا توفر فقط مستوى ثابتا من التحفيز يمكن للأطباء تعديله.
وفي نهاية المطاف، الهدف هو إنشاء أجهزة DBS تكيفية يمكنها تعديل النبضات الكهربائية التي تطلقها استجابة للمؤشرات الحيوية، دون أي حاجة للمرضى لمواصلة زيارة الطبيب.
والأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون أحيانًا واعين لحقيقة أن تصرفاتهم الوسواسية هي غير منطقية، ويُحاولون تجاهلها أو تغييرها، لكن هذه المحاولات تزيد من احتدام الضائقة والقلق أكثر.