نداء بوست – عبد الله العمري – دير الزور
شكل عدد من وجهاء وشيوخ القبائل في ريف دير الزور الشرقي، لجان مختصة، للتحقيق في الإقتتال العشائري، الذي اندلع قبل يومين في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي.
وقال مراسل “نداء بوست” في دير الزور: إن وجهاء وشيوخ العشائر، بعد تمكنهم من إيقاف الإقتتال بين أبناء العمومة في بلدة الشحيل، والذي راح ضحيته ثلاثة أشخاص، اجتمعوا للإتفاق على إيجاد حل نهائي لفض مثل تلك النزاعات.
وأضاف مراسلنا أن الوجهاء اتفقوا على تشكيل ثلاثة لجان مختصة، الأولى إجتماعية والثانية عشائرية والثالثة شرعية، تتولى كل واحدة منها حل القضايا المتعلقة بجانب معين.
وشكلت كل لجنة من اللجان الثلاث من أشخاص مشهود لهم ومعروفين في المنطقة، حيث ضمت اللجنة الاجتماعية كل من الشيخ عزو جميل الرشيد الهفل والشيخ جميل محمود جدعان الهفل، وهم من وجهاء قبيلة العكيدات في ريف دير الزور، بالإضافة لعدد من الوجهاء الآخرين.
كما ضمت اللجنة العشائرية عدداً من وجهاء العشائر، الذين يتميزون بمكانة اجتماعية خاصة، لما يملكونه من دراية بالقوانين التي تحتكم إليها القبائل والعشائر العربية، بحسب القيم والعادات العربية، ويطلق عليهم اسم “العارفة”، حيث ضمت اللجنة كل من حمود المنادي ومانع الصيفي وحسين المظهور، وهم من وجهاء القبائل المعروفين في ريف دير الزور.
كما ضمت اللجنة الثالثة الشرعية كل من الشيخ أبو الحارث الجفال والشيخ أبو بشير النزال ومنديل الصالح، بالإضافة لعدد من الشيوخ أبناء المنطقة للحكم في القضايا وفق الكتاب والسنة.
وقد اتفقت اللجان الثلاث في أولى قراراتها، على ترحيل أهالي بيت السرحان من منازلهم في بلدة الشحيل بريف دير الزور إلى بلدة أخرى، إلى حين الانتهاء من التحقيق بكافة جوانب الإقتتال الحاصل وايجاد حل نهائي للقضية.
وكانت بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، قد شهدت صباح يوم الأحد الماضي، اشتباكات عشائرية عنيفة بين أبناء العمومة، نتج عنها مقتل شخصين وإصابة شخص ثالث إصابة خطيرة.
وقال مراسل “نداء بوست” في دير الزور: إن بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقي، شهدت اشتباكات عنيفة بين أبناء العمومة نتيجة قضية ثأر قديمة.
وأضاف مراسلنا أن الاشتباكات العنيفة أدت إلى مقتل كل من “محمد عواد الخليف” و”عبد السلام عبود الخليف”، كما تعرض الشاب “خالد الحميد” لإصابة خطيرة، فيما لا يزال العدد قابلاً للزيادة نتيجة لاستمرار الاشتباكات.
وكانت الاشتباكات اندلعت بعد مقتل الشاب “صبري السرحان” قبل عدة أيام، نتيجة قضية ثأر قديمة وقعت في وقت سابق بين أقارب العائلتين، والذين يعملون في صفوف الجيش الوطني السوري في مدينة رأس العين.
ورفض مسؤولو “قسد” العسكريون في المنطقة التدخل لإيقاف الاشتباكات، بحجة عدم امتلاكهم الصلاحيات الكاملة للتدخل في مثل هذه النزاعات.
وتداعى أبناء القبائل المتواجدون في المنطقة، بطلب من شيوخ العشائر، لتشكيل قوة عشائرية مسلحة، للتدخل ووقف الاقتتال الذي استمر مدة يومين، خوفاً من سقوط المزيد من الضحايا.
وكما هو معلوم فأن مناطق سيطرة “قسد”، في ريفَي الحسكة ودير الزور، تشهد باستمرار اقتتالات عشائرية بين أبناء القبائل، نتيجة لعدة أسباب، كقضايا الأخذ بالثأر وغيرها، والتي انتشرت بشكل لافت خلال الفترات الماضية، تتخذ “قسد” منها غالباً موقف المتفرج، أو تتدخل لصالح طرف ضد طرف آخر.