نداء بوست- أخبار سورية- دمشق
تسع سنوات مضت على مجزرة الغوطة الشرقية بريف دمشق، التي ارتكبتها قوات النظام السوري في الواحد والعشرين من آب/ أغسطس من عام 2013، باستخدام الأسلحة الكيميائية، والتي صُنفت كواحدة من أفظع الجرائم التي ارتكبت بحق المدنيين في سورية خلال عقد من الزمن.
ورغم مرور تسع سنوات على هذه المجزرة إلا أن مشاهد الموت خنقاً ما زالت راسخة في أذهان السوريين وذوي الضحايا.
فقبل تسع سنوات، قامت قوات النظام باستهداف مناطق متفرقة في الغوطة الشرقية بالعديد من الصواريخ والقذائف التي تحتوي غاز السارين، مما أدى إلى وقوع مئات الضحايا، وكان ذلك انتقاماً على مشاركة مدنهم بالثورة الشعبية المطالبة بالحرية وإسقاط نظام الأسد.
وفي الذكرى التاسعة للمجزرة يشير مركز توثيق الانتهاكات الكيميائية في سورية إلى تهاون المجتمع الدولي في التعاطي مع هذه المجزرة وتجاهل محاسبة مرتكبيها والاكتفاء بسحب جزء من مخزون النظام من الأسلحة الكيميائية.
وأكد المركز في بيان أن ذلك أدى إلى تعميق مأساة السوريين، وكان سبباً أساسياً في تشجيع النظام على تطوير الأسلحة الكيميائية واستخدامها في 292 مرة على مدار ثماني سنوات في مناطق أخرى مما تسبب بسقوط 3423 ضحية و13947 إصابة.
وطالب البيان المجتمع الدولي بـ”تحمل مسؤولياته تجاه هذه المأساة والسعي بشكل جدي للعمل على تحقيق العدالة”، كما طالب الدول الفاعلة في مجلس الأمن بممارسة ضغوط مباشرة سعياً لوقف الإجرام ومحاسبة المتورطين، ودعم الانتقال السياسي وفقاً لبيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2112 و2254.
كذلك دعا المركز الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية إلى “التمعن تجاه التزاماتهم بالاتفاقية والنظر حول إمكانية إحالة الملف السوري إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة أو تشکیل کیان قضائي يضمن محاكمة الأشخاص المتورطين بنقل وتصنيع وحيازة واستخدام أسلحة الدمار الشامل”.
وفي 21 آب/ أغسطس 2013 وقعت أكبر مجزرة باستخدام الأسلحة الكيميائية، حيث قصفت قوات النظام السوري الغوطة الشرقية بريف دمشق بقذائف تحمل غاز “السارين”، ما أدى إلى سقوط أكثر من 1400 ضحية مدنية من بينهم نساء وأطفال، وإصابة مئات آخرين بحالات اختناق.
وبالرغم من فظاعة المجزرة إلا أنه لم يتم محاسبة النظام عليها، وتم الاكتفاء -وبضغط أمريكي- بإعلان انضمامه إلى معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، والتخلص من المخزون الذي يمتلكه من هذا السلاح، إلا أن تقارير عدة بما في ذلك أممية تؤكد احتفاظه بقسم من مخزونه وعدم إتلافه بشكل كامل.