نداء بوست – ولاء الحوراني – درعا
أوشك عيد الأضحى المبارك أن يزور العالم الإسلامي أجمع، ولكنه يأتي لمحافظة درعا في ظل ظروف أمنية واقتصادية سيئة انعكست آثارها على جميع المفاصل الحياتية لسكانها وقاطنيها.
إذ يخيم على الأسواق حالة من الركود بسبب الغلاء المزمن الذي أصاب الأسعار مع اقتراب حلول العيد لا سيما أسواق الألبسة التي وصلت نسبة الإقبال على شرائها إلى حدودها الدنيا.
قاسم نجار موظف قال لـ “نداء بوست”: إن الكثير من طقوس العيد المعتادة غائبة بسبب الظروف الاقتصادية وانتشار الفقر وجنون الأسعار الذي طال ثياب العيد والحلويات والأضاحي حيث إن سعر الأضحية من الأغنام تراوح بين الـ 500 و 700 ألف ل.س ما جعل الإقبال عليها يتراجع لينحصر تقديمها هذا العام على الأسر المقتدرة وأضاف أنه لم يستطع شراء طقم واحد لأطفاله في العيد إذ إن راتبه الشهري لا يكفيه للطعام وتلبية احتياجات عائلته الأساسية.
من جهتها ردت هدى الأحمد وهي ربة منزل أن شراء ملابس العيد الجديدة لأطفالها الثلاثة خارج حساباتها؛ فتكلفة شراء طقم العيد تجاوزت الـ 200 ألف ليرة أي أنها تحتاج لـ 600 ألف على الأقل ثمن كسوة العيد لأطفالها ما جعلها تلجأ لأسواق البالات رغم ارتفاع أسعارها أيضاً إلا أنها أقل تكلفة من الملابس الجديدة.
“لم أستطع حتى شراء ألعاب العيد لأطفالي” هذا ما قالته نداء السلمان معلقة على الغلاء الفاحش الذي أصاب الأسعار بنسبة 20% مع اقتراب العيد فضلاً عن عدم قدرة العائلات على شراء حلويات العيد أو حتى صنعها في المنزل بسبب ارتفاع أسعار مكوناتها وعدم توفر مادة الغاز اللازمة لصنعها.
أما علاء العاسمي وهو صاحب محل تجاري فقال “لنداء بوست”: إن حركة البيع والشراء مصابة بالركود والجمود حيث يكتفي المواطنون بالسؤال عن أسعار السلع والخروج لعدم قدرتهم على الشراء لغلائها مبرراً ذلك الارتفاع بعزوف أصحاب الورشات عن الإنتاج، وذلك بسبب انقطاع الكهرباء وارتفاع سعر المازوت كذلك ارتفاع أسعار التصنيع والشحن وأجور المحال والنقل.
لم تشهد أسواق محافظة درعا ازدحاماً مع قرب العيد نظراً لتدني القدرة الشرائية للمواطنين كما غابت مظاهر التحضيرات وبهجتها بسبب الأعباء الاقتصادية والحالة الأمنية المتدهورة التي أثقلت كاهل أهلها وألقت بظلالها على جميع مفردات حياتهم.