نداء بوست- أخبار سورية- أنقرة
شدد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، على ضرورة ضمان سلامة اللاجئين السوريين قبل الحديث عن إعادتهم إلى بلادهم.
وقال جاويش أوغلو في حديث لقناة “سي إن إن تورك” مساء أمس الأربعاء: “يجب النظر إلى ملف اللاجئين من منظور سياسي، وإنساني، واجتماعي”.
وأضاف: “يجب ضمان سلامة السوريين أولاً قبل إعادتهم، وضمان الاحتياجات الأساسية لهم بعد عودتهم لديارهم، مثلاً أماكن الإقامة، وتعليم الأطفال، والمشافي، والمشاريع التي تؤمن فرص العمل”.
وتابع: “نتحدث عن عودة كريمة للاجئين، علينا ضمان عودة اللاجئين لبلادهم، وعلينا القيام بذلك بحكمة، بشكل يتوافق مع حقوق الإنسان، والقانون الدولي، والدستور التركي”.
كذلك تطرق وزير الخارجية التركي إلى الدعوات التي يطلقها النظام السوري بين الحين والآخر والتي تطالب اللاجئين بالعودة إلى مناطق سيطرته، قائلاً: “النظام لا يؤمن الخدمات الأساسية للمواطنين في المناطق الواقعة تحت سيطرته بالشكل الكافي، وتقارير المراقبين الدوليين، تؤكد وجود مشاكل حقيقية هناك”.
وحول إمكانية التعامل مع النظام لحل أزمة اللاجئين دون الاعتراف به، قال جاويش أوغلو: “يجب حل هذه الأزمة في إطار القانون الدولي، ويجب على الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولية التعامل مع الأسد بهذا الخصوص، فإن كان النظام سيقدم ضمانات عليه أن يقدمها لتلك الأطراف”.
على صعيد متصل، أشار جاويش أوغلو إلى استمرار إعادة المهاجرين غير القانونيين من غير السوريين في تركيا إلى بلدانهم، موضحاً أن بلاده أعادت مئات الآلاف منهم العام الماضي، وأكثر من 21 ألف مهاجر في الأشهر الـ3 الأولى من العام الجاري.
ولفت إلى اتخاذ تدابير عديدة للحد من الهجرة غير القانونية، مثل إنشاء الجدران الحدودية، والأسلاك الشائكة، وتزويد الحدود بكاميرات المراقبة، مؤكداً أن الاتحاد الأوروبي يدعم هذه التدابير، بهدف منع قدومهم إلى تركيا، والحد من خطر توجههم إلى الدول الأوروبية بعد ذلك.
وبحسب ما ذكر جاويش أوغلو فإن السلطات التركية أعاقت دخول 451 ألف مهاجر إلى البلاد بطريقة غير قانونية العام الماضي، وحوالي 127 ألف مهاجر العام الجاري.
وخلال الأيام القليلة الماضية تصاعدت نبرة الأصوات المناهضة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا، وبشكل خاص من قبل الأحزاب المعارضة، والتي باتت تتخذ منهم ورقة ضغط على الحكومة ووسيلة للتأثير على الرأي العام خاصة مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد.
حيث جدد زعيم حزب “الشعب الجمهوري” المعارض كمال كليجدار أوغلو، التأكيد على أن حزبه “سيعمل على إرسال اللاجئين إلى بلادهم بإرادتهم مع ضمان سلامة أرواحهم وممتلكاتهم في حال وصوله إلى السلطة”، مضيفاً: “سنرسي السلام مع ذاك البلد وسنرسلهم إلى بلادهم”.