أنهت القوات التركية والأمريكية الاستعدادات اللازمة لإجراء تدريبات عسكرية مشتركة شرق المتوسط، والتي من المحتمل البدء بها يوم الخميس القادم.
وأوضحت مصادر في وزارة الدفاع التركية أن الهدف من التدريبات هو رفع مستوى التعاون بين قوات البلدين، وستشارك بها الفرقاطة "TCG Gemlik" التابعة للبحرية التركية، إلى جانب حاملة الطائرات الأمريكية "أيزنهاور"، وذلك وفقاً لما نقلت قناة "تي آر تي" عنها.
وحول أهداف هذه المناورات، رأى الباحث في الشأن التركي الدكتور "محمود الرنتيسي" أن التدريبات المشتركة هذه تحمل بعدين لكل من الولايات المتحدة الأمريكية وسياسة الإدارة الجديدة، ولتركيا.
وأوضح "الرنتيسي" في حديث لـ"نداء بوست" أنه من الزاوية الأمريكية "واشنطن لديها خطط لردع أي تواجد صيني أو روسي شرق المتوسط، خاصة بعد فتح المرحلة الأخيرة ثغرات لوجود عسكري روسي مكثف في البحر المتوسط وعلى السواحل الليبية والسورية، ومن خلال بعض التعاون مع مصر".
وأما من الزاوية التركية، فأنقرة -بحسب "الرنتيسي"- حريصة على كسب موقف واشنطن وبدء صفحة من التعاون معها في كافة المجالات لتخفيف حدة التوتر، معتبراً في الوقت ذاته أنه "لا يمكن القول إن ما يجري دليل تقارب، فلا زالت العلاقات في المستوى السياسي لم تختبر جيداً في عهد بايدن".
من جانبه، يرى الكاتب والباحث في الشأن التركي "محمود عثمان" أن منطقة الشرق الأوسط باتت تتمتع بأهمية خاصة في الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، حيث تريد إدارة "بايدن" كسب المنطقة إلى جانبها في الصراع الذي تخوضه مع الصين، وتسعى إلى عدم التفريط بها وتركها لـ"الخصم الصيني".
واعتبر "عثمان" في حديثه لموقع "نداء بوست" أن "المناورات مع الجيش التركي تأتي ضمن الاستراتيجية التي تعمل على تحقيقها الولايات المتحدة، والتي دفعت دول المنطقة لإعادة حساباتها والتموضع بما يتوافق مع هذه التطورات الجديدة".
وبخصوص مناورات "عين الصقر" الجوية المشتركة بين المملكة العربية السعودية واليونان، والتي بدأت قبل أيام، رجح "الرنتيسي" أنها لن تتكرر بين الجانبين، في ظل رسائل التقارب بين الرياض وأنقرة.
جدير بالذكر أن وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" أكد في تصريح صحفي يوم الجمعة الماضي أن بلاده مستعدة لتحسين العلاقات مع السعودية ولا يوجد سبب يمنع تحسينها، في حين كشف "أردوغان" يوم أمس أن أنقرة تلقت طلباً من الرياض للحصول على طائرات مسيرة من طراز "بيرقدار" تركية الصنع.