“نداء بوست”- تحقيقات ومتابعة- حلب- غازي عينتاب – معاذ الناصر
ما يزال الغموض يلفّ حادثة مقتل غياث صابوني أحد الشركاء الرئيسيين في معمل “شفا للصناعات الدوائية” بحلب، إحدى كبرى الشركات الدوائية في سورية.
وذكر “نداء بوست” في خبر سابق، تفاصيل العثور على جثة الصابوني في منزله بعد إصابته بطلقة في البطن، وعلى ضوئها قدر المدير العامّ لـ “الهيئة العامة للطب الشرعي” الدكتور زاهر حجو أنه “لا يوجد شبهة جنائية في قضية مقتل غياث صابوني، وبالتالي ممكن أن تكون الوفاة عرضية أو قد تكون انتحاراً”, الأمر الذي دعا الكثيرين للتشكيك في صحة التقرير، واستبعاد أن يلجأ صناعي كبير مثل الصابوني لخيار الانتحار، وخصوصاً أن الطلقة دخلت في منطقة البطن، وهي مكان غير اعتيادي في حالات قتل النفس، حسب تعبيرهم.
دفع الغموض والروايات المتناقضة والتقارير الطبية غير الدقيقة “نداء بوست” للتعمق في شخصية الصابوني، والظروف المحيطة به عن كثب من خلال بعض المقربين والعارفين في الأوساط الحلبية والمختصين في الأمور الجنائية، فكان لنا لقاء مع ضابط الشرطة السابق المحامي عبد الله السلطان، والذي بدأ حديثه بالقول: إن “الصابوني عائلة ثرية و من ضِمن ما تمتلكه معمل “شفا” للدوائيات، والذي يقع غربي حلب الجديدة، بين جمعية الشرطة الجديدة وقرية خان العسل”.
ويستذكر السلطان حدثاً قديماً تعرضت له العائلة في عام 2000 يشابه نوعاً ما القضية الحالية، وكان حينها ضابطاً في فرع مكافحة المخدرات.
ويروي الضابط السابق حادثة مقتل شقيق غياث صابوني في ذاك العام، حيث إنه وبعد التحقيق في الجريمة من قِبل فرع الأمن الجنائي بحلب، تبين أن القتيل خُطف بسيارته واستُدرج بطريقة ما، وأفضت نتيجة التحقيقات إلى القاتل الذي ينحدر من قرية خان العسل، وترافقه مجموعة من القرية، مؤكداً أنه أُوقف عدة سنوات فقط، وأن القتل تم بدافع السرقة، حيث كان بحوزته أربعة ملايين ليرة سورية، أي ما يعادل 80 ألف دولار بذاك الوقت.
وبالنسبة لحادثة مقتل غياث صابوني الغامضة، يرجح العقيد السابق مقتله من قِبل “شبيحة النظام” وبدوافع مشابهة للتي قادت إلى مقتل أخيه قبل اثنين وعشرين عاماً، ويستند في ذلك على حوادث ابتزاز الشبيحة لأصحاب المعامل والتجار ومنهم آل الصابوني.
وفي رده على السؤال المتعلق باحتمالية انتحار الصابوني، والتي رجحها الطب الشرعي، نفى السلطان بشكل قاطع أن يقدم أحد من هذه العائلة على الانتحار، وقال: “هم متدينون، ويمنعهم الرادع الديني من اتباع هذا الخيار، وأنا أعرفهم بشكل شخصي، وأنا مدرك لتركيبتهم وخصائصهم النفسية، وأعتقد أن شبيحة النظام هم وراء الحادثة، وغالباً ممن ينتمون للمنطقة القريبة من المعمل”.
وأضاف السلطان مزايا نفسية للعائلة، يُعتقد أنها ساهمت في إعطاء الذريعة للمجرم لارتكاب هذا الفعل، وهي عنادهم الواضح الذي منعهم من تَرْك مصالحهم وممتلكاتهم، كما فعل 90 بالمئة من تجار حلب خوفاً من ابتزاز شبيحة النظام.
وختم السلطان حديثه مع “نداء بوست” بقوله: “أرجح بنسبة 99 بالمئة، مقتل الصابوني على يد شبيحة النظام”.
وكان “نداء بوست” نقل في خبره السابق عن مصادر، إفادة رئيس الطبابة الشرعية في حلب الدكتور هاشم شلاش بأن “الوفاة ناجمة عن طلقة من مسدس حربي في البطن، ومن المرجَّح أن تكون الحادثة انتحاراً” مضيفاً “أن الصابوني زار طبيباً نفسياً في مرات سابقة” وهذا ما نفاه العقيد السابق جملةً وتفصيلاً.
وتداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، من ضِمنها موقع “سناك سورية- حلب” أن الرجل قد يكون انتحر نتيجة ملاحقته من قِبل الجمارك، دون أن تذكر تفاصيل أخرى.