نداء بوست- أخبار سورية- إدلب
أطلقت هيئة تحرير الشام، المسيطرة على محافظة إدلب، سراح القائد العسكري لفصيل ”أنصار الشام”، أبو موسى الشيشاني، بعد نحو عام من اعتقاله.
وذكرت حسابات ”تويتر” مقربة من التنظيمات الجهادية أن ”تحرير الشام” أخلت يوم أمس الإثنين سبيل الشيشاني، والذي اعتقلته في 26 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي.
وجرى اعتقال الشيشاني أثناء محاولته دخول الأراضي التركية، بالقرب من بلدة “اليمضية” المحاذية للشريط الحدودي، والواقعة في منطقة جبل التركمان شمال شرقي اللاذقية.
وتضاربت الأنباء حينها حول كيفية اعتقاله، حيث أفادت بعض المصادر بأن الاستخبارات التركية اعتقلت الشيشاني أثناء محاولته العبور إلى تركيا، وتم نقله إلى معبر خربة الجوز الواقع ضمن مناطق سيطرة ”تحرير الشام”.
من هو ”أبو موسى الشيشاني”؟
هو شقيق مراد مارغوشفيلي الملقب بـ”مسلم الشيشاني أبي الوليد”، قائد فصيل “جنود الشام”، والذي خاض في تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي معارك مع ”هيئة تحرير الشام”، انتهت بالسيطرة على مقراته وإخراجه من المنطقة.
ويعتبر القادة المؤسسين لتنظيم ”أنصار الشام” الذي تأسس في أيلول/ سبتمبر 2012 في ريف اللاذقية، وضم مجموعة من المقاتلين الأجانب.
وفيما بعد توسعت المجموعة وضمت مقاتلين سوريين وكانت على علاقة وثيقة مع معظم الفصائل السورية، كما أنها انضوت في فترة من الفترات تحت لواء ”حركة أحرار الشام” و”هيئة تحرير الشام”.
ويتهم ”أبو موسى” بانتسابه إلى تنظيم ”جند الله” الذي يسيطر عليه الأذربيجانيون.
صديق الأمس عدو اليوم
في 27 حزيران/ يونيو العام الماضي، طالبت ”هيئة تحرير الشام”، فصيل ”جنود الشام” بقيادة “مسلم الشيشاني” بمغادرة محافظة إدلب، خلال مهلة محددة، أو الانضمام لها كشرط مسبق للبقاء.
وبررت ”هيئة تحرير الشام” القرار الذي اتخذته ضد فصيل ”جنود الشام”، بأن الأخير ”يتستر على مطلوبين للأجهزة الأمنية”.
وأكد مسؤول العلاقات الإعلامية في ”تحرير الشام”، ”تقي الدين عمر” ثبوت تورط بعض المنتسبين إليه في قضايا أمنية وجنائية، مضيفاً أن ”الهيئة” طلبت من قيادات المجموعة ”التعاون لضبط المتجاوزين ومحاسبتهم أصولاً، إلا أن الأمر لم يواجه بمسؤولية”.
ورفض ”مسلم الشيشاني” تلك الاتهامات، كما رفض الانضمام إلى ”هيئة تحرير الشام”، وقال في تسجيل صوتي بثه في 16 تموز/ يوليو العام الماضي، إن ”تحرير الشام” داهمت مقرات ”جنود الشام” في جبل التركمان بريف اللاذقية، بحثاً عنه، ومنحته أسبوعاً واحداً للمغادرة، مشيراً إلى أنه سيغادر وجنوده المنطقة إلا أن المهلة غير كافية.
وعقب ذلك أشاعت ”تحرير الشام” بين عناصرها أن ”الشيشاني” يحضر لشن هجوم ضدها، وهو ما اعتبره المنظر السعودي ”ماجد الراشد” تمهيداً لـ”البغي” ضد ”جنود الشام”.
ونفى ”الشيشاني” تلك الاتهامات، واعتبرها محاولة لإدخال ”جنود الشام” في ”لعبة سياسية قذرة”.
وأشار في بيان إلى أن كتيبته، كانت في السابق بعيدة عن الخلافات الداخلية بين الفصائل، ولم ولن تدخل بها، قائلاً: ”إذا قررنا فعل شيء، فإننا سنفعله لحماية أنفسنا وليس من أجل التدخل في هذه الفتن، ونحن إلى الآن نقوم بكل ما يلزم حتى لا يسفك دم مسلم بسببنا، وسنواصل التمسك بنفس المسار”.
وفي 25 تشرين الأول/ أكتوبر العام الماضي، هاجمت مجموعات من ”تحرير الشام” قرية ”اليمضية” بريف اللاذقية الشمالي حيث مقرات ”الشيشاني”، وقامت بالتمهيد عليها بالرشاشات الثقيلة، بهدف السيطرة على تلك المقرات.
كما شمل الهجوم أيضاً مقرات ”أبي فاطمة التركي” بتهمة احتوائه على عناصر تنظيم ”حراس الدين” الذي تعمل ”تحرير الشام” على حله منذ أشهر.
وعقب ذلك قرر ”الشيشاني” الخروج برفقة 70 من عناصر الفصيل من جبل التركمان، بموجب اتفاق مع ”تحرير الشام”، وحينها قالت الأخيرة إنه تم التوصل إلى اتفاق مع الفصيل، نص على “تسليم من بقي منهم نفسه للنظر في حالهم، وتسليم كل المطلوبين قبل الأحداث الأخيرة، والإفراج عن المرابطين الذين أسرتهم تلك التشكيلات”.
وحينها قال مسؤول العلاقات الإعلامية في ”تحرير الشام”، ”تقي الدين عمر” في تصريح لـ”نداء بوست” إن هذا الاتفاق جاء بعد ”قتل وجرح عدد منهم خلال المواجهات”، معتبراً أنه بذلك ”تكون صفحة الغلاة في جبل التركمان قد طويت، لنعود إلى معركتنا الأساسية مع نظام الأسد وميليشياته”.