“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
يشارك رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في اجتماع قمة الرياض الإقليمي، الذي دعا إليه الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويضم الاجتماع، الذي سينعقد في الـ16 من يوليو/ تموز الجاري، قادة مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن في أول زيارة له إلى الشرق الأوسط منذ توليه الرئاسة.
واستبق الكاظمي مشاركته في الاجتماع بمقال نشره في مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية قال فيه: “حينما يصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، فإنه سيصل إلى منطقة تواجه العديد من التحديات، كالإرهاب، والأمن الغذائي، والتغير المناخي. لكن الشرق الأوسط اليوم منطقة تواجه تلك التحديات في ظل مجموعة من القادة يسعون إلى إحداث تغيير إيجابي”.
وأضاف قائلاً: “سوف أمثل عراقاً متعافياً، ويقف بثقة أكبر في المسرح الدولي وهو أقوى مما كان عليه منذ آخِر زيارة للرئيس بايدن في عام 2016، أو حتى مما كان عليه عندما التقينا في المكتب البيضاوي العام الماضي”.
وأوضح أن الأمر الذي يتمنى أن يدركه السيد بايدن بعد اجتماعهم في المملكة العربية السعودية يوم الجمعة هو عزمه شخصياً، وتصميم الشعب العراقي على حل مشكلات العراق عبر الحلول العراقية.
وأكد أن “العراق الآن هو ديمقراطية دستورية متعددة الأحزاب والأعراق. نعم، ما زلنا في عملية مطولة لتشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات في الخريف الماضي. إذ إن تشكيل الحكومة استغرق وقتاً طويلاً، وهو فعلاً أمر أثار الشعور بالإحباط لدى الكثيرين داخل العراق وخارجه”، منوهاً بأنه يشارك الجميع ذلك الشعور، لكنه فخور أيضاً بقدرة الدولة على الاستمرار بالعمل لخدمة المواطنين العراقيين، وحماية موارد العراق الطبيعية، وأداء دور قيادي في مبادرات إقليمية تعزز الرفاهية والأمن.
وختم الكاظمي بقوله: “إن علاقتنا مع الولايات المتحدة شهدت تغييراً نحو الأفضل، وبينما كان تعاوننا التاريخي يدور حول الأمن ومكافحة الإرهاب، فإن العلاقة تتسع الآن لتشمل تحديات مجتمعية أخرى لا تقل أهمية، مثل: الاقتصاد، والطاقة، والتغير المناخي، والبيئة، والصحة، والتعليم، والثقافة”.
لكن مشاركة الكاظمي في هذا الاجتماع تواجه ثلاثة تحدِّيات، أولها توقيع خمسين نائباً في البرلمان العراقي على طلب منع مشاركة العراق في الاجتماع، وقد تم رفع الطلب إلى رئاسة مجلس النواب، حسب ما ذكره النائب عن تحالف “الفتح” محمد البلداوي، في تحذير وجهه إلى الكاظمي، الأربعاء، من حضوره مؤتمر الرياض، الذي وصفه بـ”التطبيعي”.
وقال البلداوي في بيان، اطّلع عليه “نداء بوست”: إن “مؤتمر الرياض المزمع عقده في العاصمة السعودية له وجهان، الأول شكلي والثاني خفي يدعو إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإن اشتراك العراق بالمؤتمر يخالف قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
وأضاف: إن “علاقات العراق مع دول الجوار والعالم بشكل عامّ يجب أن تكون متوازنةً، وضمن حدود وضوابط، لذلك فإن حضور الكاظمي مؤتمر الرياض يشكّل خرقاً لتلك الضوابط، خاصةً أن البرلمان العراقي أقرّ في وقت سابق قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
وحذر البلداوي، الكاظمي من المشاركة بالمؤتمر “لكون أيامه معدودةً وبعكسه سوف يعرضه للمساءلة القانونية وشموله بقانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني”، على حد تعبير البيان.
ويتمثل التحدي الثاني بوجود رغبة أمريكية في دفع العراق إلى إلغاء قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل، وفقاً لما كشفته شبكة “لاوفاير الأمريكية” المعنية بالشؤون القانونية في السياسة الدولية في العاشر من الشهر الحالي، حيث بينت أن الزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى الشرق الأوسط ستشمل المرور ببغداد، وأنه سيحاول إقناع رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بالعدول عن قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل، الذي مرّره البرلمان العراقي في وقت سابق.
أما التحدي الثالث فيتمثل، حسب الشبكة ذاتها، بمحاولة الولايات المتحدة دفع العراق إلى الانضمام إلى “معسكر جديد” لمواجهة إيران، فقد “وضعت الخطة الأمريكية الجديدة العراق، الذي يحاول البقاء على الحياد، في منتصف الخلافات الحالية، حيث باتت الإدارة الامريكية تحاول الدفع بالسلطات العراقية للانضمام إلى المعسكر العربي المؤمل تشكيله لمواجهة إيران، والحد من تحركاتها السياسية والعسكرية في المنطقة، وهو الأمر الذي لا تزال السلطات العراقية ترفضه”.