نداء بوست- أخبار سورية- متابعات- محمد الشيخ
وجَّه أربعة من أعضاء الكونغرس الأمريكي رسالة إلى وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن، تطالب بإيجاد حلّ حقيقي لمشكلة اللاجئين السوريين وتحديداً في تركيا ولبنان.
ووقَّع على الرسالة التي ترجمها “نداء بوست” إلى العربية، كل من الأعضاء مال توم مالينوفسكي، وجيمس بي ماكغفرن، ولويس كوريا، ورو خانا.
وقال الموقّعون على الرسالة: “نكتب عن المعاناة الهائلة التي يعاني منها الشعب السوري بسبب الأزمة المستمرة في سورية، وكذلك المصاعب التي تتعرض لها البلدان المجاورة التي استقبلت واستضافت ملايين اللاجئين السوريين”.
وأشارت الرسالة إلى أن هناك أكثر من 6 ملايين لاجئ سوري أُجبروا على الفرار من بلادهم، ونزح ستة ملايين آخرين داخلياً.
وأعرب الموقّعون على الرسالة عن تقديرهم لالتزام الإدارة الأمريكية بإعادة بناء نظام معالجة طلبات اللاجئين وإعادة التوطين، وطالبوا ببذل المزيد ”من أجل آلاف السوريين الذين ما زالوا في طي النسيان”.
كما طالبت الرسالة الإدارة الأمريكية ”بالعمل على وجه السرعة للوفاء بوعدها بتوفير إعادة التوطين للاجئين السوريين الذين تم فحصهم، بما في ذلك 29 ألف حالة التي تجري معالجتها حالياً من قِبل وزارة الخارجية”.
ومؤخراً، ذكرت مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف أن إعادة توطين اللاجئين السوريين ستكون أولوية، وأعرب نُوّاب الكونغرس عن دعمهم لتلك التصريحات.
وأفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنه في عام 2021، كان المواطنون السوريون لديهم أعلى احتياجات إعادة التوطين على مستوى العالم، والتي تُقدَّر بنحو 600 ألف فرد.
وأعادت الولايات المتحدة توطين ما يقرب من 22 ألف لاجئ سوري منذ اندلاع الثورة في عام 2011.
ومع ذلك، وفقًا لبيانات وزارة الخارجية الأمريكية، تم منح 3795 سوريّاً فقط وضع اللاجئ وإعادة توطينهم في الولايات المتحدة في السنة المالية 22.
وأشارت الرسالة إلى أن اللاجئين السوريين أصبحوا أهدافاً سياسية بشكل متزايد، لا سيما في لبنان وتركيا، حيث استخدم مسؤولو تلك الدول، في الفترة التي سبقت الانتخابات، خطاب الكراهية ضدهم.
في لبنان، اقترح المسؤولون خطة لإعادة 15 ألف لاجئ سوري شهرياً إلى سورية بالتعاون مع حكومة الأسد والوكالات المسؤولة عن نزوحهم الأولي.
ويُعتبر هذا مقلقاً لأن التقارير تشير إلى أن العديد سيكونون عرضة للاستغلال والاختفاء وحتى الموت في حالة إجبارهم على العودة، وسيزداد هذا الواقع سوءاً لأن تخفيض المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة لشمال غربي سورية يحفز تدفقات جديدة من اللاجئين.
وقال الموقّعون: “نتطلع إلى العمل معكم وتوفير أي موارد ضرورية لضمان إعادة توطين عدد أكبر من اللاجئين السوريين على وجه السرعة ووفقاً لمصالحنا وقيمنا”.
وحول هذه الرسالة، قال رئيس منظمة “سوريون مسيحيون” من أجل الحوار وحقوق الإنسان، أيمن عبد النور: إنها جاءت بعد قيام الجالية السورية في الولايات المتحدة بإجراء زيارة إلى النواب الموقّعين عليها والتبرع لحملاتهم الانتخابية، وطلبت منهم أن يتم الموافقة على جلب السوريين الذين وافقت الإدارة الأمريكية على توطينهم.
وأشار عبد النور في حديث لـ”نداء بوست” إلى أن وفد الجالية السورية طالب النواب الأربعة بمساعدة الـ29 ألف لاجئ سوري في موضوع الوثائق والدراسات والموافقات الأمنية المتعلقة بهم، إذ أن جميعها منجز بما فيها الفحص الطبي الخاص بهم وهم جاهزون للقدوم للولايات المتحدة بمجرد منحهم تذكرة الطائرة.
كل ذلك جرى أيام الرئيس السابق دونالد ترامب والعام الماضي بسبب منع الإدارة السابقة دخول السوريين إلى الولايات المتحدة، لذلك تراكمت أعداد اللاجئين على مرور السنوات الأربع الماضية (منذ عام 2017 وحتى 2021)، بحسب عبد النور.