قام الشرعي السابق في هيئة تحرير الشام "يحيى الفرغلي" الملقب بـ"أبي الفتح"، بإعادة نشره لقائمة أسماها "ثوابت لا تنازل عنها أبداً"، في وقت تزداد فيه التفاعلات الداخلية في التنظيم نتيجة المسار الذي يعمل عليه قيادته نحو التغيير والانفتاح على المجتمع الدولي.
وقال "الفرغلي" في تدوينته المعادة على قناته بتطبيق "تلغرام" إن هذه "ثوابت لا تنازل عنها أبداً يلتزم بها قادة الهيئة وشرعييها وجنودها".
وجاء في التدوينة التأكيد على "حماية أهل السنة والجماعة وفق المستطاع، وبما يسمح به الشرع الحنيف، واتباع وسيلة الجهاد من أجل إعلاء كلمة الله وتحكيم الشرع، وعدم سلوك الطرق المنحرفة كالبرلمانات، وعدم رهن الجهاد للغير سواء كان داعماً أو غير ذلك، ورفض الحكم الديمقراطي أو العلماني، وعدم التفكير بتسليم أحد من المسلمين أو المجاهدين لكافر".
التصريحات التي أدلى بها "الفرغلي" تأتي في وقت تستمر فيه حملة "هيئة تحرير الشام" على تنظيم "حراس الدين"، حيث تجهز الهيئة لحملة جديدة ضد العناصر المرتبطة بالتنظيم في منطقة "جسر الشغور" غرب إدلب بحسب معلومات خاصة حصلت عليها "نداء بوست".
ويجري في أروقة فصيل "هيئة تحرير الشام" عن قيام قيادة الهيئة في تسليم مقاتلين أجانب إلى بلادهم، خاصة الجنسيات الأوزبكية والفرنسية، وكان آخر المعتقلين من الجنسية الفرنسية هو "أبو موسى الفرنسي" والذي تم اتهامه بالتعامل مع التحالف الدولي.
وأفادت مصادر خاصة لـ "نداء بوست" أن النهج الذي يسير به "الجولاني" فتح الباب لبعض القيادات لمحاولة التحرك بشكل منفرد، وباتت تعمل على تخزين أموال وشراء ولاءات تمهيداً للإطاحة بزعيم التنظيم، وأبرز تلك القيادات مسؤول التصنيع "عبد الغفور العراقي" الموقوف حالياً بقضايا تخص الفساد، بالإضافة إلى القيادي الأمني "أبو يوسف حلفايا" الذي كان أحد الدعامات الأساسية لتعاظم قوة "تحرير الشام" في محافظة إدلب.
وتتذرع القيادات التي تحاول إيجاد مخزون مالي خاص بها وجمع المقاتلين حولها بـ"انحراف نهج الهيئة"، خاصة بعد الظهور الأخير لـ "الجولاني" مع الصحفي الأمريكي "مارتن سميث" في شباط/ فبراير الماضي داخل محافظة إدلب.
وتتهم بعض القيادات زعيم "الهيئة" بأنه سيوافق على وقف عمليات التصنيع الحربي بموجب تفاهم مع دول فاعلة بالملف السوري، وأنه يقوم بتسليم المقاتلين الأجانب وملاحقة خلايا تنظيم "حراس الدين" بهدف رفع اسمه عن قائمة "الإرهاب" الدولية وفي الولايات المتحدة خاصة.