أكدت وكالة "بلومبيرغ" أن الخلافات بين المملكة العربية السعودية وروسيا بخصوص إنتاج النفط بدأت تتجد وتطفو على السطح، خاصة في ما يتعلق بتخفيضات الإنتاج المستقبلية.
وأوضحت الوكالة أن السعودية تدعو لعدم التراخي في خفض الإنتاج على الرغم من تحسن أسعار النفط وعودتها إلى ما كانت عليه قبل جائحة "كورونا"، مضيفة أن روسيا ترفض ذلك وتفضل زيادة المعروض النفطي تدريجياً.
وفي نيسان/ أبريل الماضي، اتفقت الدول المصدرة للنفط "أوبك +" على خفض إنتاج النفط لمستويات تاريخية وصلت إلى 9.7 مليون برميل يومياً، وذلك على خلفية الجمود العالمي الذي تسببته جائحة "كورونا" وزيادة المعروض وانخفاض الطلب، وما تبع ذلك من انهيار في أسعار النفط.
ومن المقرر أن تعقد دول "أوبك +" إجتماعاً في آذار/ مارس القادم لبحث مسألة خفض الإنتاج، حيث تطالب الرياض التحالف بتوخي الحذر من زيادة الإنتاج على الرغم من ارتفاع الأسعار، وإغلاق تعاملات خام "برنت" الأسبوع الماضي عند 62.72 دولار للبرميل لأول مرة منذ أواخر عام 2019.
وأوضح الباحث الإقتصادي "خالد تركاوي" أن جوهر الخلاف بين موسكو والرياض هو أن الأخيرة تريد أن تخفض الكميات المنتجة والمعروضة من النفط، مضيفاً أن ذلك "سيعزز الأسعار ويرفعها نحو الأعلى ويمكن السعودية من تعويض خسارتها، إلا أن روسيا تريد أن تحافظ على زيادة الكميات بشكل تدريجي".
وأضاف في حديث لموقع "نداء بوست": "يبدو أن هدف روسيا هو إبقاء سعر البرميل منخفض ويتراوح بين 50 و60 دولاراً، والسبب من وراء ذلك هو رغبتها في أن تتكبد شركات النفط الأميركية -ذات التكلفة المرتفعة- مزيداً من الخسائر".
ورأى "تركاوي" أن "روسيا تريد أن تدخل الإدارة الأمريكية في مفاوضات معها بخصوص إنتاج النفط، وليس المملكة العربية السعودية التي تعتبرها ممثل لمصالح الولايات المتحدة في هذه القضايا، ولكن واشنطن ترفض الانخراط في مفاوضات كهذه"، محذراً من أن إستمرار الخلافات ستؤدي إلى زعزعة أسواق الطاقة من جديد.
يذكر أن الخلافات الروسية – السعودية بشأن النفط بدأت مطلع العام الماضي، بعد رفض روسيا الإلتزام باتفاق خفض كميات النفط في الأسواق بهدف ضبط استقرارالأسعار،
لتقوم الرياض بعدها بإغراق السوق ما أدى إلى انهيار سعر برميل النفط إلى 10 دولارات فقط.
ودفع القرار السعودي ذلك، الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" إلى الإعلان بأن بلاده ستخفض إنتاجها من النفط في محاولة منها لتقليل كمية المعروض ووقف تدهور سعره، متهماً الرياض بخفض الأسعار والتخطط للتخلص من منتجي النفط الصخري حول العالم، والذين لا يستطيعون المنافسة مع انخفاض اﻷسعار نظراً لارتفاع تكلفة استخراج هذا النوع من النفط، وهو ما نفته الرياض.