نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
أحيا النجم المصري تامر حسني الليلة قبل الأخيرة من ليالي الدورة 36 لمهرجان جرش للثقافة والفنون التي تختتم اليوم السبت السادس من آب/ أغسطس 2022، وسط توقعات أن يرسل من فوق المسرح الجنوبي تحية لأهل غزة، التي كانت تُقصَف خلال تقديمه أغانيه القديمة والجديدة.
سبق حفل تامر حسني تقديم فرقة رضا الاستعراضية المصرية للفنون الشعبية استعراضاً موسيقياً غنائياً راقصاً بمشاركة زهاء 50 راقصاً وراقصة ينتمون إلى الفرقة الأقدم، ربما، مصرياً وعربياً في هذا النوع من الاستعراضات والأداء (تأسست عام 1958، وقدمت أول عروضها عام 1959).
أجواء المسرح الجنوبي ماجت بحركة أكثر من ستة آلاف توافدوا باكراً لحضور حفل النجم المصري الشبابي، ووصل التدفق والشغف أقاصي مستوياته، ممتداً من مدرجات المسرح إلى محيطه، صاعداً بالتفاعل إلى أعلى مستوياته، فإضافة إلى ستة آلاف فوق المدرجات، كان هناك زهاء ألفي مريد خارج المسرح الجنوبي في محيطه القريب والبعيد، بحسب ما كان يسمح رجال الأمن، الذين كان لهم، ليلة أمس، الكلمة الفصل واليد الطولى.
حسني استهل بجديده من فيلمه “بحبك” إنتاج 2022، الذي قام حسني وحده بمختلف متعلقاته من كتابة وإخراجٍ إضافة، طبعاً، للتمثيل والغناء، فغنّى منه بداية أغنية “هدلعني” التي ينحاز فيها إلى نفسه “ومن النهارده هدلعني.. هأخرج معاي وأمتعني”.
وبعد هدلعني كرّ بقديمه بعد جديده، فأكمل بـ”حلو المكان”، ألحقها بـ: “قوّلني كلام”، “كل مرّة”، “عيش بشوقك”، “حلم سنين”، “ارجعلي”، “كفاياك أعذار”، “بحبك”، “عينيا بتحبك”.
برنامج حفل حسني على الجنوبي، تضمّن، إلى ذلك، بمرافقة فرقته المكوّنة من 13 عازفاً ومردد ومرددة أغاني: “بنت الإيه”، “أكتر حاجه”، “أنا ولا عارف”، “تليفوني رن”، “قرّب حبيبي”، “يانا يا مفيش”، ريمكس “هاوس”، “ليه طلّه”، “حبيتها يا ناس”، “خدنا مناعه”. ومن جديده أيضاً غنّى “سوّحنا” كلمات محمد عاطف وألحان أحمد زعيم من ألبوم “عَشأَنجي” التي غنّاها هي أيضاً، وغنّى “بعد مؤقت” و”أنت اختيار” من فيلم “بحبك”، كلمات فاروق رشاد وألحان تامر علي، ليختم بـ”هدلعني” الأغنية التي استهلّ بها.
من بين آلات فرقة تامر حسني ثلاثة أورغات إلكترونية، وغيتاران إلكترونيّان، وبدون عود ولا كمنجات، ما يوضح طبيعة الموسيقى التي يقدمها حسني.
فرقة رضا الاستعراضية المصرية للفنون الشعبية أعادت للوجدان مشاركتها الأولى في مهرجان جرش عام 1983، أما مشاركتها الأولى في الأردن على وجه العموم فتحقّقت في عام 1967، وأنعم عليها وقتها الملك الراحل الحسين بن طلال بوسام الاستقلال.
فرقة رضا استهلت برنامج حفلها على الجنوبي في ليلته قبل الأخيرة باستعراض من جديدها حمل عنوان “حجّالة”. كما قدموا رقصات عديدة أخرى منها “طبول” وهي بدورها جديدة لم تقدم قبل اليوم. “غريب الدار” من الفقرات التي قدمتها الفرقة، وكذلك: “سماح النوبة”، “البنت بيضة” وغيرها.
وعلى مدى الأيام العشرة الماضية تواصلت فعاليات الدورة 36 من مهرجان جرش التي حملت هذا العام شعار “نوّرت ليالينا”. وقد تميزت دورة هذا العام بإنصافها للفنانين الأردنيين الذين وصلت مشاركتهم في دورة هذا العام أرقاماً غير مسبوقة، وتوّزعت تلك المشاركة مواقع المهرجان جميعها؛ على المسرحين الرئيسيين: الجنوبي والشمالي، وعلى مسرح أرتيمس ومسرح الصوت والضوء وعلى الساحة الرئيسية. وفي المواقع الأخرى خارج مدينة جرش التاريخية مثل منطقة البوليفارد في العبدلي داخل العاصمة الأردنية عمّان، وفي مدينة إربد عاصمة الثقافة العربية لهذا العام، وفي أماكن أخرى. لم يبق فنان أردني إلا وشارك في المهرجان باستثناء الفنان عمر العبداللات بسبب عدم اتفاقه مع إدارة المهرجان على موعد مناسب لحفله الذي صار في الأعوام الأخيرة شبه سنوي عند الحديث عن مهرجان جرش. عدم المشاركة شملت أيضاً الفنانة ديانا كرزون بسبب تضامنها، كما أعلنت، مع الفنان عمر العبداللات.
إلى ذلك، تضمّنت الدورة 36 من مهرجان جرش للثقافة والفنون مهرجاناً شعرياً، وملتقى قصصياً، ومؤتمراً نقدياً، وشارع حرف يدوية، وعروض هجن وخيول لفريق في الأمن العام متخصص بهذا النوع من الرياضات، وعروضاً مسرحية، وملتقى فن تشكيليّ، وعروض أفلام سينمائية، كما استعادت دورة هذا العام مشروع “بشاير” الذي كان توقّف سنين عدداً. على وجه العموم، حاولت دورة هذا العام الأغزر بعد جائحة كورونا، الإحاطة بمختلف أنواع الفنون، وفتح مجال المشاركة أمام الجميع، خصوصاً أهل مدينة جرش الذين خصّهم المهرجان بأمسيات شعر وقصة خاصة بمبدعيهم ومبدعاتهم فقط، لم يشاركهم فيها داخل الموقع الرئيسي للمهرجان أحد.