نداء بوست- أيهم الشيخ- إدلب
يعاني آلاف النازحين في شمال سورية من انعدام وسائل التدفئة وصعوبة تأمينها بسبب ارتفاع أسعار المحروقات وارتفاع أسعار المعيشة وقلة فرص العمل.
وتسبب ارتفاع أسعار المحروقات في عدم قدرة آلاف العوائل على تركيب مدافئ للشتاء وخصوصاً مع وصول عواصف ثلجية تضرب الشمال مما يزيد معاناتهم.
كما لجأت بعض العائلات إلى استخدام وسائل تدفئة بدائية كالقمامة والملابس البالية والأحذية وذلك بسبب قدرتها على العثور عليها وتكلفتها المنخفضة مقارنة بوسائل التدفئة التقليدية كالحطب والوقود.
ويعتبر أحمد العمر وهو نازح ضِمن مخيمات "سرمدا" أن النسبة الأكبر من النازحين يعتمدون على وسائل تدفئة بدائية والقسم الآخر لم يركبوا مدافئ حيث يعتمدون على الأغطية فيما تعتمد الطبقة الثرية على مدافئ الحطب والديزل وقشر الفستق الحلبي.
وأضاف في حديث لـ"نداء بوست" أن "الاعتماد على وسائل التدفئة البدائية غير صحي للعوائل فهو يسبب الكثير من الأمراض للأطفال بسبب الدخان المنبعث منها ولكنها تقضي حاجة لمواجهة البرد خلال فصل الشتاء".
وأكد أن "الحل الوحيد هو تكثيف الجهود من قِبل المنظمات الإنسانية لتوزيع المدافئ ومواد التدفئة كالبيرين والحطب والفحم الحجري لمعالجة أزمة التدفئة خلال فصل الشتاء".
وقد وثقت عدسات الناشطين الكثير من الأطفال وهم يرتجفون من البرد داخل مخيماتهم بسبب تسرب الأمطار إلى داخل الخيام وهطول الثلوج على الخيام ما يمنع العوائل من الحصول على الدفء الكافي.
وتقول أم عامر وهي نازحة في مخيم "الفاروق" في الشمال السوري: إنني "أقوم يومياً بقطع مسافة 15 كيلومتراً لتحطيب الأشجار وبعد جَمْع كيسين من الحطب أقوم ببيع كيس مقابل 60 ليرة تركية وأجلب الكيس الثاني لتدفئة أطفالي".
وتشكو أم عامر خلال حديثها لـ"نداء بوست" من ندرة الدعم الشتوي من قِبل المنظمات الإنسانية قائلة: "منذ بداية الشتاء لم نحصل إلا على سلة شتوية تقدر قيمتها بـ٦٠ ليرة تركية وثمنها لا يكفي العائلة سوى ليوم واحد في حال قمنا ببيعها".
وناشد فريق "منسقو الاستجابة"، المؤسسات والهيئات الإنسانية، لتقديم المساعدة العاجلة للمخيمات المتضررة من العوامل الجوية في منطقة شمال غربي سورية، وذلك بالتزامن مع المعلومات عن منخفض جوي جديد.
وأكد الفريق تضرُّر الآلاف من النازحين ضِمن المخيمات والتجمعات العشوائية في المنطقة خلال الهطولات المطرية والثلجية السابقة، والتي لم تمرَّ عدة أيام على توقُّفها، ومع تعرُّض المنطقة منذ بداية فصل الشتاء الحالي لأكثر من عاصفة مطرية أدت إلى أضرار كبيرة ضِمن تلك المخيمات.
ودعا البيان المنظمات والهيئات الإنسانية العاملة في المنطقة للعمل على تقديم المساعدة العاجلة والفورية للنازحين القاطنين في المخيمات والتجمعات العشوائية، مؤكداً أن "أغلب المنظمات الإنسانية لم تبدأ بتعويض الأضرار السابقة مع انخفاض شديد في عمليات الاستجابة الإنسانية لتعويض الأضرار والتي لم تتجاوز بالمطلق 10% من الأضرار السابقة".
وطالب الفريقُ كافةَ المنظمات والهيئات الإنسانية، بالمساهمة الفعّالة لتأمين احتياجات النازحين ضِمن المخيمات بشكل عامّ، والعمل على توفير الخدمات اللازمة للفئات الأشد ضعفاً (الأطفال، والنساء، وكبار السن)، ومحاولة عدم تكرار الأخطاء الماضية من حيث الانتظار حتى حلول الكوارث والبَدْء بعمليات الاستجابة.