نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
طالب مدير إحدى شركات تصنيع الأدوية برفع أسعار الدواء مجدداً معتبراً أن الرفع الأخير تمّ بناءً على تكاليف العام الماضي، وأن تراجُع قيمة صرف الليرة السورية أمام القطع الأجنبي تفرض واقعها بقوة على مجال صناعة الأدوية التي وصفها بالخاسرة.
ورصد مراسل “نداء بوست” في حمص تصريح المدير التنفيذي لشركة صناعة الأدوية “أوبري” المدعو محمد زياد أوبري لوسائل إعلامية موالية بقوله: إن معامل الأدوية تعمل بشكل شِبه مجاني، وإن هناك معامل توقّفت عن عملية الإنتاج بسبب الخسائر المالية الكبيرة التي مُنيت بها مع استمرار برنامج العقوبات الأمريكية المفروضة على مناطق سيطرة النظام والمتمثلة بقانون “قيصر”.
وأفاد مراسل “نداء بوست” في حمص بأن عملية بيع الأدوية داخل الصيدليات باتت تختلف من واحدة لأخرى، وسط غياب الرقابة التموينية التي من المفترض أن تعمل على مراقبة عملية البيع للمرضى بحسب السعر المحدد من قِبل مديرية شؤون الصيادلة التابعة لوزارة الصحة ضِمن حكومة نظام الأسد، والتي غابت عن المشهد الحالي بشكل تامّ.
من جهته تحدث خالد العبد الله أحد سكان مدينة حمص عن لجوء شريحة واسعة من المدنيين إلى محلات العطارين من أجل التداوي بالأعشاب الطبية، وذلك بسبب الارتفاع الكبير الذي بلغته أسعار الأدوية الكيميائية، وأشار إلى أن معظم الأشخاص الذين يعانون من نزلات البرد، والرشح لجؤوا للعطارين للاستعانة بخبرتهم المكتسبة لوصف العلاج اللازم.
في سياق متصل قال الحاج بدر الحاج أحد أصحاب محلات العطارة: إن دكانه المتواضع بات مقصداً لعشرات المرضى بشكل يومي، وباعتبار أن لديه الخبرة الكافية بات بمقدوره إعطاء وصفات من الأعشاب الطبية للمرضى، وأن البعض من مصابي فيروس كورونا باتوا يلجؤون إليه للحصول على تركيبته المصنّعة “يدوياً” من عدّة نباتات أثبت جدارتها بتخفيف أعراض المرض.
بدوره حذّر الصيدلاني محمد من استعمال الأدوية العشبية بشكل عشوائي، ولم ينكر نتائجها الإيجابية بعلاج بعض الحالات المرضية الخفيفة كحالات المغص التي ينصح فيها بشرب اليانسون والكمون لتهدئة الاضطرابات، وعلاج الرشح من خلال استنشاق وشرب بعض الأزهار، والليمون، لكنه حذّر من خلط الأعشاب ببعضها بعضاً، الأمر الذي قدّ يؤدي لاستخلاص خلطة سامة قدْ تُودي بحياة المريض على الفور.
وبحسب الجولة التي أجراها مراسلنا على عدد من الصيدليات في حمص فقد تفاوتت أسعار الأدوية على النحو التالي: ظرف حب البانادول 3000 ليرة سورية، ظرف حب الالتهاب عيار 500 بلغ 4200 ليرة، ظرف حب الأوغماسيل عيار 1000 بلغ 6300 ليرة سورية، بينما وصل سعر ظرف حب أذيثرومايسين (4 حبات فقط) 4500 ليرة، وهو الدواء الأكثر طلباً بين المرضى المصابين بفيروس كورونا “coved19”.