أصدرت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) أمس تقريراً، وثقت من خلاله مقتل 23 شخصاً، بينهم 10 أطفال، وإصابة 24 آخرين، بينهم 15 طفلاً، بانفجار مخلفات الحرب في مناطق شمال غربي سورية، منذ بداية العام وحتى أمس الإثنين.
وقالت المنظمة في تقريرها: إن الأطفال هم الضحية الأكبر لحوادث انفجار مخلفات الحرب، بسبب قلة وعيهم وجهلهم بماهيتها، وإن الإصابة بتلك المخلفات تترك أثراً جسدياً ونفسياً يرافقهم للأبد.
وحذر التقرير من أن أعداداً كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام لا تزال موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وأماكن لعب الأطفال، ومع وجود تلك الذخائر وانتشارها، ستستمر الخسائر لفترة طويلة.
وأشار الدفاع المدني السوري إلى أن فرقه المختصة نفذت منذ مطلع العام الحالي وحتى الشهر الماضي، 780 عملية مسح غير تقني، وأزالت 524 ذخيرة متنوعة في 449 عملية إزالة، كما قدمت 1080 جلسة توعية من مخاطر مخلفات الحرب.
وقُتل أمس أربعة أطفال أشقاء، بانفجار لغمٍ من مخلفات الحرب ضمن منزلٍ غير مسكون، في مدينة بنش شرقي إدلب.
مخلفات الحرب تلاحق الأطفال في مناطق النظام
أضرار مخلفات الحرب، لا تقتصر على مناطق شمال غربي سورية، بل حتى ضمن مناطق النظام، حيث لقي ثلاثة أطفال مصرعهم السبت الماضي، جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب في قرية الضبعة بريف حمص الجنوبي، بحسب ما أفاد مراسل “نداء بوست” في حمص.
وتسبب انفجار اللغم بإصابة طفلين أيضاً تمّ نقلهما إلى مستشفى “الزعيم” داخل محافظة حمص لتلقي العلاج اللازم، في الوقت الذي عمل الأهالي على نقل الأطفال “المتوفين” جراء تعرضهم لشظايا بمناطق متفرقة من أجسادهم، إلى مستشفى “الباسل” بحي كرم اللوز ليتم تسليمهم لذويهم بحضور الطبيب الشرعي.
وحمَّل أهالي الأطفال المتوفين ميليشيا “حزب الله اللبناني” وقوات النظام المسؤولية المباشرة عن مقتلهم، باعتبار أنهما الطرفان المسؤولان عن سير المعارك ونشر الألغام الحربية في المنطقة إبان سيطرة فصائل المعارضة عليها في وقت سابق.
تجدر الإشارة إلى أن معظم خطوط التماسّ التي شهدت اشتباكات بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام والميليشيات الداعمة له، ما تزال حتى الآن مصدر رعب وقلق لأصحاب الأراضي، بعدما تكرر سيناريو انفجار مخلفات الحرب لأكثر من مرة مُوقِعاً إصابات ووفيات بين المدنيين.