اقترح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا "غير بيدرسون"، إطلاق حوار أو صيغة دولية جديدة للحل في سوريا، معتبراً أن الصراع السوري بات دولياً.
واعتبر "بيدرسون" خلال إحاطة لمجلس الأمن الدولي أمس الاثنين، أن "ما يحتاجه السوريون اليوم إطلاق صيغة دولية جديدة، وكذلك خطوات واضحة وتدريجية تنفذ بشكل متبادل من قبل كل الأطراف".
ولفت إلى أن "الحل السياسي هو الحل الوحيد و ما زال ممكناً، إذا كان هناك انخراط صادق من قبل القوى الدولية بغرض إيجاد تسوية سلمية".
وكشف خلال حديثه أنه "من المهم أن نؤسس هذا الشكل الدولي الجديد، بطريقة نجلب فيها جميع الأطراف المختلفة التي لها تأثير على هذا الصراع".
وأشار إلى أن: "من الواضح أنه سيتعين أن تشمل (الصيغة الجديدة)، بطريقة أو بأخرى، الولايات المتحدة وروسيا وإيران وتركيا والدول العربية والاتحاد الأوروبي، وقد ذكرت في وقت سابق جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن".
من جهته رأى "عبد الرحمن جليلاتي" وهو أمين سر حركة "سوريا الأم" أن "السبب الرئيسي لدعوة "بدرسون" هو إدراكه استحالة حدوث تقدم حقيقي من خلال اللجنة الدستورية، واقتصار العمل فقط عليها بمعزل عن الحل الشامل للقضية السورية، والذي يتجسد بالتغيير السياسي الذي سيفضي بالضرورة لتغيير النظام القائم اليوم"
وأضاف في حديثه لـ"نداء بوست" أنه "بدعوة "بدرسون" الجديدة تكون مهمته قد فشلت، لذلك هو بحاجة ماسة اليوم بعد فشل الجولة الأخيرة من المحادثات، إلى خلق مسار جديد بآليات جديدة وصيغ جديدة، لعل ذلك يسهم في إحداث شرخ في الحالة الراهنة ودفع الأطراف لتقديم تنازلات والمساهمة في إنهاء الصراع".
وكشف في حديثه إلى أن "مآلات اللجنة الدستورية من وجهة نظر المجتمع الدولي هو الاستمرار بهذا "الإجراء الشكلي" حتى مع يقينهم بأنه لن يفضي إلى شيء، لكنه بالنسبة لهم لا بد منه، لكي تبقى المسألة السورية حاضرة وموجودة في الإعلام العالمي".
وأشار إلى أن "ذلك يعطي إيحاءاً بأن هناك مسار تفاوضي فاعل وبأنهم منخرطون بالعمل على حل المأساة أمام الرأي العام العالمي"، معتبراً أن " اجتماعات اللجنة الدستورية غير مفيدة ولن تقدم أي شيء إيجابي للشعب السوري لأنها تبحث في تفاصيل غير ذات أهمية".
وأوضح "جليلاتي" أن "المسار المتوقع هو محاولة القوى الغربية وبعد إدراكها أن مسار أستانة الذي قادته روسيا وتركيا وإيران هو الذي جلب الهدوء الحذر الذي تشهده معظم المناطق في سورية، وأن هذا من الممكن أن يؤدي إلى حل شامل للقضية السورية، لذلك تحاول الدخول مرة أخرى في مشاركة بالحل النهائي حتى لا تخرج من اللعبة، لذلك سيحاولون اللعب على العواطف من خلال طرح الملفات الإنسانية والحقوقية لكي يعودوا بقوة للملف".
وشدد "جليلاتي أن "هذا المسار لن يجد النور قريباً لأنه من غير الواضح حتى اللحظة، ما هي الحاضنة الأساسية لهذا المسار وخط سيره، خصوصاً في غياب تام للدور الأمريكي الذي لايبدو أنه متحمس بعد للانخراط في عملية جادة تؤدي إلى حل شامل، وهذا واضح من خلال عدم تعيين مبعوث خاص للأزمة كما جرت العادة والاكتفاء بالموظفين، الذين كانوا يشرفون على الملف سابقاً".
جدير بالذكر أنه بتاريخ 29 كانون الثاني/يناير الماضي وصف المبعوث الأممي "غير بيدرسون" الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية السورية، بأنها "مخيبة للآمال".