نداء بوست- أخبار سورية- دمشق
وصل المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسون، إلى دمشق صباح اليوم الإثنين، للقاء مسؤولين في النظام السوري، وذلك على أمل إحياء اجتماعات اللجنة الدستورية المتوقفة منذ أشهر.
وقالت صحيفة “الوطن” الموالية: إن زيارة بيدرسون تأتي في إطار محاولات إحياء مسار اللجنة الدستورية في جنيف، والسعي لإحياء مقاربته للحل المسماة ”خُطوة مقابل خُطوة” .
ونقلت الصحيفة عن مصادر في النظام السوري قولها: إن مساعي بيدرسون للدعوة إلى جولة جديدة لاجتماعات اللجنة الدستورية ”لن تجدي نفعاً لا سيما في ظل الإصرار الروسي على اختيار منصة جديدة لاجتماعاتها غير جنيف”، وهو الموقف الذي أيده النظام.
وذكرت مصادر موالية أن وزير الخارجية لدى النظام السوري فيصل المقداد التقى بيدرسون والوفد الأممي المرافق له، دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل، مشيرة إلى أن المبعوث الأممي سيلتقي أيضاً الرئيس المشارك للجنة الدستورية عن وفد النظام أحمد الكزبري.
وفي تصريح صحافي عقب لقائه بالمقداد، قال بيدرسون: إن وضع السوريين في الداخل والخارج في غاية الصعوبة، مشيراً إلى أنه منذ آذار/ مارس 2020 هناك وقف لإطلاق نار، ولم تتبدل خطوط المواجهة إلا أنه يوجد كثير من المدنيين السوريين يقتلون و”هذا يعتبر تحدياً كبيراً”.
وأكد أن الوضع الاقتصادي في سورية صعب جداً، هناك ما يقرب من 15 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، مضيفاً: ”لذلك نحن نواجه صعوبات في كل هذه الجبهات، وكما قلت عدة مرات العملية السياسية لم تعطِ شيئاً للسوريين، لكن ما نقلته اليوم للمقداد هو أن الأمم المتحدة ملتزمة بكل هذه المواضيع، وستعمل على البحث في وقف لإطلاق نار شامل على كامل الأراضي السورية”.
كما أشار بيدرسون إلى أن الأمم المتحدة مستمرة في العمل من أجل توفير احتياجات الشعب السوري، وفي العمل من أجل توفير الاحتياجات للاجئين ومن يعيشون في مختلف المناطق السورية.
وحول التقدم في المسار السياسي، قال بيدرسون: إن ”ما نحتاجه بالفعل هو التقدم على المسار السياسي لذلك بحثت مع المقداد كيفية تعزيز تدابير الثقة كما هو منصوص عليه في القرار 2254، وعدت وأكدت على فكرتي”.
كذلك أشار إلى أنه قدم شرحاً بخصوص مبدأ خطوة بخطوة، معرباً عن أمله بالخروج بنتائج جيدة بعد المحادثات مع كزبري بخصوص اللجنة الدستورية، بحيث يتم عقد جلسات قادمة في جنيف.
وحتى الآن، تم عقد ثماني جلسات من محادثات اللجنة الدستورية، كانت آخِرها في الثالث من حزيران/ يونيو الجاري، إلا أنها لم تحقق أي خرق في العملية السياسية أو تُحرز أيّ تقدُّم في إطار عملها بصاغية دستور جديد، وذلك بسبب عرقلة النظام السوري وعدم انخراطه بشكل جدي في المحادثات.
وفي 16 تموز/ يوليو الماضي، أبلغ المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، وفد المعارضة المشارك في محادثات اللجنة الدستورية، بتأجيل اجتماعات الجولة التاسعة، نزولاً عند رغبة النظام السوري.
وذكر وفد هيئة التفاوض في اللجنة، أن الرئيس المشترك هادي البحرة، تسلّم رسالة رسمية من بيدرسون تُفيد بتأجيل انعقاد الدورة التاسعة لاجتماعات اللجنة الدستورية والتي كان مُقرراً أن تُعقد في مدينة جنيف السويسرية في 25 تموز/ يوليو الجاري.
ويعود سبب التأجيل إلى تلقي بيدرسون إخطاراً من قِبل الرئيس المشترك عن وفد النظام أحمد الكزبري يفيد بأن وفده “سيكون مستعداً للمشاركة في الدورة التاسعة فقط عندما تتم تلبية ما وصفه بالطلبات المقدمة من الاتحاد الروسي”.
ولم يحدد بيدرسون تلك الطلبات التي قدمتها روسيا، إلا أن المبعوث الروسي إلى سورية ألكسندر لافرنتييف دعا في 16 حزيران/ يونيو الماضي، لنقل مكان اجتماعات اللجنة الدستورية من جنيف.
وقال لافرنتييف حينها في تصريح على هامش انتهاء الجولة 18 من محادثات أستانا حول سورية: “حددنا الحاجة إلى نقل عمل اللجنة الدستورية إلى منصة أكثر حيادية واقترحنا برامج مختلفة، كالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، والعاصمة العمانية مسقط، وأيضاً الجزائر ممكنة كمنصة”.
وأكد عدم التوصل إلى اتفاق واضح حول نقل مقر اللجنة الدستورية، معتبراً أن “استمرار العمل في جنيف بالنسبة لروسيا أصبح صعباً، بسبب الموقف غير الودّي والعدائي لسويسرا تجاه روسيا”، وَفْق قوله.