نداء بوست- إدلب
عادت ”حركة أحرار الشام” إلى واجهة الأحداث مجدداً، هذه المرة من خلال الخلافات الداخلية -الجديدة القديمة- التي خرجت للعلن خلال الساعات القليلة الماضية، والتي يعود سببها الرئيسي إلى العلاقة مع ”هيئة تحرير الشام” والعمل معها.
وقبل سرد تفاصيل المشكلة الجديدة، لا بد من الإشارة إلى أن ”أحرار الشام” تضم تيارين، الأول مؤلف من القيادة القديمة التي ترفض أي تعامل مع ”هيئة تحرير الشام” بسبب اعتداءاتها السابقة على الحركة والتي أدت إلى إضعافها والقضاء شبه الكامل عليها.
أما التيار الثاني، فهو يضم القيادة الحالية للحركة بزعامة عامر الشيخ ”أبو عبيدة” ونائبه أحمد دالاتي ”أبو محمد الشامي”، ومن خلفهما القائد السابق لـ”أحرار الشام” حسن صوفان، الذي لا يمانع من العمل تحت مظلة ”تحرير الشام” مقابل بعض المكاسب المادية والمناصب ”الشرفية”.
وبالعودة إلى المشكلة الحالية، فقد بدأت بنشر الحساب الرسمي لـ”أحرار الشام” على موقع ”تويتر” تغريدة قال فيها: ”إنَّ الإخوة التالية أسماؤهم ليس لهم أي توصيف وظيفي في الحركة ولا تربطهم أيُّ صلةٍ تنظيمية بها، كما أن مواقفهم تعبر عن آرائهم الشخصية ولا تعبر عن الموقف الرسمي للحركة”.
توضيح:
إن الإخوةالتاليةأسماؤهم ليس لهم أي توصيف وظيفي في الحركة ولا تربطهم أي صلة تنظيمية بها،كما أن مواقفهم تعبر عن آرائهم الشخصية ولا تعبر عن الموقف الرسمي للحركة:
جابر علي باشا
علي العمر(أبو عمار)
مهند المصري(أبو يحيى)
محمد الصفدي(أبوموسى كناكري)
أبو حيدرة الرقة
خالد أبو أنس— حركة أحرار الشام (@Ahrar_AlSham3) November 1, 2022
والأسماء التي وردت في القائمة هي: جابر علي باشا (القائد السابق للحركة)، وعلي العمر (أيضاً سبق له أن قاد الحركة)، ومهند المصري الملقب بـ”أبي يحيى الحموي”، وهو ثاني شخص يتولى قيادة الحركة بعد اغتيال قائدها السابق ومؤسسها حسان عبود.
كما تضمنت القائمة قيادات من الرعيل الأول في الحركة وشخصيات شغلت عدة مناصب وعملت مع حسان عبود، وهم: محمد ربيع الصفدي الملقب بـ”أبي موسى كناكري”، وأبو حيدرة الرقة، وخالد أبو أنس الملقب بـ”أبي أنس سراقب”.
ضربة استباقية
تقول مصادر خاصة لـ”نداء بوست” إن أولئك القادة الستة كانوا بصدد إصدار بيان مشترك لإعلان خروجهم من ”أحرار الشام” بسبب ”انحراف مسارها” و”تحوُّلها إلى أداة بيد هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني، خاصة بعد تسهيل دخوله إلى عفرين قبل أسابيع”.
وبحسب المصادر فإن القيادة الحالية للحركة، سارعت إلى إصدار ”بيان التبرئة” من قياداتها السابقة بعد تسرب بيان الخروج وانتشاره على العديد من الغرف الداخلية الخاصة بـ”أحرار الشام”.
ووفقاً لما علم ”نداء بوست” من مصادر خاصة داخل ”أحرار الشام” فإن التغريدة جاءت بعد بيان داخلي نشره القائد الحالي للحركة عامر الشيخ، وجه فيه عدة اتهامات إلى القادة الستة، كإدخال الحركة في صراعات خاسرة أسفرت عن تقليص نفوذها وتأثيرها، في إشارة إلى الهجمات التي تعرضت لها من ”هيئة تحرير الشام” قبل خمس سنوات.
كما اتهم الشيخ القادة بشن حملات تشويه وتحريض داخلياً وخارجياً بهدف ”زعزعة الحركة والتشويش عليها ودفعها نحو تكرار التجارب الفاشلة، والترتيب مراراً لشق صف الجماعة وخروج مجاميع منها إلى الجبهة الشامية”، معتبراً أن أولئك القادة ”لم يستسغ لهم أن يروا دفة قيادة الحركة ثابتة نحو أهدافها المحددة”.
اتفاق على وقف إطلاق النار في ريف حلب.. أصل الخلاف بين “الفيلق الثالث” و”أحرار الشام”
وبحسب البيان الذي حصل ”نداء بوست” على نسخة منه، فإن الشيخ اتهم القادة أيضاً بمساندة الفيلق الثالث خلال المعارك التي دارت قبل أشهر مع القطاع الشرقي في الحركة في مدينة الباب شرق حلب، وكذلك بدفع مجموعات إلى تعليق عملها داخل ”أحرار الشام” والانفصال عنها.
الطرف الآخر يردّ
تعليقاً على تلك الاتهامات، قال القائد السابق للحركة علي العمر في تغريدة على ”تويتر”: ”كنت قد صغت بياناً أُعلن فيه تركي حركة أحرار الشام -بشكلها الحالي – بعد أن ارتضت (قيادتها الانقلابية الحالية) أن تكون أداة بيد البغاة، وبعد أن قفزت على كل الأسس التي بُنيت عليها الحركة، وخالفت الشرع جهاراً في أكثر من موطن، وسأنشر البيان في القريب العاجل إنْ شاء الله تعالى”.
من جانبه، أصدر القائد السابق للحركة جابر علي باشا، بياناً قال فيه: إن ”حركة أحرار الشام قامت على جملة من المبادئ والأسس التي خطها القادة الشهداء بمدادهم ودمائهم، وضحى في سبيلها ودفع دمه عشرة آلاف شهيد، ومن أبرزها نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم، نصرة المبغيّ عليه في وجه الباغي أياً يكن، ولقد ظلت الحركة وفية لهذه المبادئ ثابتة عليها ودفعت في سبيل ذلك أثماناً باهظة حتى حصول الانقلاب الأخير على قيادتها على أيدي أتباع الجولاني وخدمه”، في إشارة إلى وصول عامر الشيخ إلى قيادة الحركة.
واعتبر علي باشا أن القيادة الحالية ”صورية”، و”حادت عن الطريق، وتنكبت المبادئ التي أُسست لها الحركة وتحولت إلى بيدق في يد الظالم، وعنصر تابع في حلف البغي والفساد، تقاتل في صف الباغي، وتسفك دم الفصائل الثورية، وتناصر فصائل الفساد والإجرام”.
وحول اتهام القيادة السابقة بإدخال الحركة في صراعات أدت إلى خسارة نفوذها وتراجع دورها، قال علي باشا إن ذلك ”كذب صريح وتزوير الوقائع يربأ به طفل صغير”، مضيفاً: ”إن القاصي والداني يعلم أن الجولاني هو من بغى على الحركة أكثر من مرة، وأن الحركة في قتالها له كانت إما معتدى عليها أو واقفة في صف المبغي عليه نصرة له، وما ضرب هيئة تحرير الشام للحركة إلا حلقة في سلسلة البغي التي بدأتها وطالت أكثر من عشرين فصيلاً، فكيف يُدعى أن قيادة الحركة السابقة هي المتسببة في الصراعات القديمة؟”.
وأضاف: ”إن مَن يقرأ هذا الافتراء لن يعجب بعد ذلك كيف زورت الوقائع التاريخية وقلب الحق باطلاً والباطل حقاً، إلا إذا كان هدف قيادة الحركة من هذا الكلام التزلف إلى سيدهم وولي نعمتهم على حساب التاريخ، ودماء أبناء الحركة، والثورة، ولا تعقيب إذا كان الأمر كذلك”.
كما اعتبر أن ”مَن يزور وقائع التاريخ ويكذب جهاراً نهاراً قبل أيام في ادعائه استلام المقرات من هيئة تحرير الشام في عفرين، وهو يعلم أنه يكذب على ثورة وتاريخ ودماء ومستقبل بلد، ويعلم أن ما ادعاه ليس له مصداقية على أرض الواقع لا يستغرب منه البتة أن يكذب على تاريخ الحركة وقياداتها”.
وأعاد علي باشا التأكيد على أن قيادة الحركة ”صورية ويشهد القاصي والداني أن المتحكم بقرارها هو الجولاني عن طريق حسن صوفان، وأن القائد الحالي هو صورة لا يملك من قراره شيئاً، وقد سلم قرار الحركة منذ تعيينه للفريق الانقلابي المدعوم من الهيئة، وتحولت الحركة في عهده إلى أداة بيد الهيئة، وقد ظهر ما كان مخفياً سابقاً للعلن، باشتراك الحركة في البغي، وسفكها دم الفصائل الثورية”.
وبخصوص اتهام الشيخ القيادات السابقة بدفع مجموعات لتعليق عملها، قال جابر باشا: ”هذا كذب واضح، وبهتان صريح وشماعة تعلق عليها ما تسمى القيادة فشلها في كل مرة، وإن الذي دفع أبناء الحركة إلى تعليق عملهم ما رأوه من خيانة القيادة الحالية، وتحولها إلى أداة في يد هيئة تحرير الشام، وانحراف هذه القيادة عن مبادئ الحركة، وثوابت القادة الشهداء، فأبناء الحركة عقلاء لا يرضون أن يسلموا رقبتهم وقرارهم لمن سفك دماء إخوانهم ودماء أبناء الثورة، ولم تجد القيادة الحالية سبيلاً لتبرير فشلها في إقناع أبناء الحركة في حلفها مع هيئة تحرير الشام إلا شماعة القيادة السابقة، فعلقوا ذلك عليه”.
أحرار الشام لـ”نداء بوست”: هذه أسباب تحسُّن العلاقة مع “الهيئة”
وخلال الفترة الماضية شهدت ”حركة أحرار الشام” تصدُّعات كبيرة، وانشقاق القوة الضاربة فيها بسبب ارتباطها بـ”هيئة تحرير الشام” منذ تولي الشيخ دفة القيادة قبل نحو عامين بدعم من ”تحرير الشام”.
اضطرابات “أحرار الشام” الداخلية تستمر.. إعلان مجلس قيادة جديد