أضرم شابّ تونسي في الثلاثين من عمره النار في جسده، ما استدعى نقله إلى المستشفى، في ظلّ الوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، في حادثةٍ تذكّرنا بالشاب “محمد البوعزيزي” الذي أحرق نفسه، وكان سبباً في اشتعال الثورة التونسية نهاية عام 2010.
وأفادت وسائل إعلامية تونسية، بأنه تم نقل المصاب الذي أحرق نفسه في ولاية القصرين التونسية إلى المستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة.
وأكد مصدر طبي بالمستشفى الجهوي بالقصرين، أن حالة الشاب التونسي خطيرة، وسيجري نقله إلى أحد المستشفيات بالعاصمة.
وتعاني تونس أزمة اقتصادية ومالية تفاقمت حدّتها جرّاء تداعيات جائحة كورونا والحرب الروسية في أوكرانيا، إضافة إلى عدم استقرار سياسي تعيشه البلاد منذ بَدْء الرئيس قيس سعيّد فرض إجراءات استثنائية في 25 تموز 2021.
وقفز التضخم السنوي في تونس خلال حزيران الماضي إلى 8.1 بالمئة، وسط زيادات حادة في أسعار السلع نتجت بشكل رئيسي عن تبعات حرب أوكرانيا.
مَن هو محمد البوعزيزي؟
وتفاعل الناس مع حادثة إحراق الشاب التونسي لنفسه أمس، وكتب بعضهم “ظهر بوعزيزي جديد”، بينما قال آخر: “هل نشهد ربيعاً عربياً ثانياً”، خاصةً أن حادثة إحراق محمد البوعزيزي لنفسه، اعتبرها البعض أنها كانت الشرارة التي أشعلت الثورات الشعبية في الوطن العربي.
“محمد البوعزيزي” من مواليد 29 آذار 1984، شابّ تونسي قام في 17 كانون الأول عام 2010 بإضرام النار في نفسه أمام مقر ولاية سيدي بوزيد، احتجاجاً على مصادرة السلطات البلدية في مدينة سيدي بوزيد لعربة كان يبيع عليها الخضار والفواكه لكسب رزقه، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية فادية حمدي التي صفعته أمام الملأ، وقالت له: (بالفرنسية: Dégage) أي ارحل (فأصبحت هذه الكلمة شعار الثورة للإطاحة بالرئيس وكذلك شعار الثورات العربية المتلاحقة التي سُميت بالربيع العربي).
وأدت انتفاضة “البوعزيزي” الفردية تلك لثورة شعبية دامت قُرابة الشهر، أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، أما محمد البوعزيزي فقد تُوفي بعد 18 يوماً من إشعاله النار في جسده.
وأضرم على الأقل 50 مواطناً عربياً النار في أنفسهم لأسباب اجتماعية مشابهة تقليداً لاحتجاج البوعزيزي، الذي أُقيم تمثال تذكاري تخليداً له في العاصمة الفرنسية باريس.