نداء بوست- جورجيوس علوش- السويداء
تُعَدّ مدينة “شهبا” من أهم المناطق الأثرية في محافظة السويداء، وتبعد عنها حوالَيْ 19 كم إلى الشمال، وتبعد عن مدينة دمشق 90 كم وترتفع عن سطح البحر 1100 م.
وتشتهر ببواباتها الأثرية التي تُعَدّ من أبرز معالم التراث الحضاري، الدالة على حضارة عريقة ازدهرت وشكلت أوابدها نموذجاً مهماً لفن معماري مميز بكل مقوماته.
ويعود بناء البوابات إلى الفترة التي حكم فيها الإمبراطور فيليب العربي، بين 244-249م (الإمبراطورية الرومانية).
حيث بنى أربع بوابات رئيسية من جهات المدينة الأربع، إضافة إلى بوابتين صغيرتين إحداهما تقع في السور الغربي للمدينة, ووُضعت الأخرى في الجهة الشرقية للمدينة.
تلك البوابات بُنيت وَفْق طراز معماري وهندسي جميل، حيث تفننت في بنائها أيادٍ ماهرة مع بناء سور دفاعي مزود بعدة أبراج لحمايتها وتحصينها ويعود ذلك للمكانة التاريخية التي كانت تشغلها المدينة.
ويقول الباحث في مجال الآثار الدكتور نشأت كيوان: يتخلل هذه البوابات الشامخة بحجارتها البازلتية على شكل أقواس نصر ممرٌّ كبيرٌ بعرض أربعة أمتار، إضافة إلى بابين صغيرين بعرض مترين من كل جانب، وذلك لدخول سكان المدينة عَبْرها في تلك الفترة.
وأضاف: إن البوابتين الشمالية والجنوبية يقابلهما شارع رئيسي يتعامد مع شارع آخر شرقاً وغرباً وينتهي كل شارع ببوابة من البوابات, ولا بُدّ للمارّ من مدينة “شهبا” أن يرىٰ تلك البوابات الجميلة التي لا تزال قائمة حتى الآن، وقد أُجري عليها بعض الترميمات وإعادة التأهيل جراء ما لحق بها من ضرر بفعل عوامل الطبيعة”.
تُعَدّ هذه البوابات رمزاً للمدينة لما تحمله من دلالات كبيرة، وهي شاهد على حضارة موغلة بالقدم ومعالم أثرية كثيرة بالإضافة للبوابات منها مسرحها الذي يُعَدّ نموذجاً مصغراً للمسارح الرومانية الكبيرة ومتحفها الغني وآثار الحمامات الرومانية والمعبد الإمبراطوري.
وتزخر مناطق المحافظة بالآثار الرومانية من تلك الفترة.