نداء بوست- سليمان سباعي- حمص
قال مراسل “نداء بوست” في حمص: إن رتلاً عسكرياً تابعاً للقوات الروسية غادر بعد ظهر أمس الخميس نقاط تمركزه ضِمن مدينة تدمر بريف حمص الشرقي متجّهاً إلى محافظة حمص حيث عبر نحو محافظة طرطوس الساحلية ومنها إلى مطار حميميم في اللاذقية الذي تديره روسيا بشكل كامل.
ويشهد ريف حمص الشرقي تطوُّرات جديدة من حيث توزُّع القوى العسكرية في المنطقة بعد الانسحابات المتكررة للقوات الروسية ومرتزقة عناصر “فاغنر” التي عملت خلال الثلاثة أشهر الماضية على الانسحاب من مدينة القريتين ومستودعات منطقة مهين الإستراتيجية لصالح الميليشيات التي تديرها طهران في المنطقة.
وسبق أن قامت القوات الروسية بحشد تواجُدها العسكري واللوجستي ضِمن مطار مدينة تدمر العسكري في خلال النصف الثاني من شهر آذار/ مارس الماضي، بالوقت الذي أعادت به ميليشيا الحرس الثوري الإيراني برفقة مقاتلي حزب الله اللبناني تمركز مقاتليها في المنطقة بعد أن شكل الانسحاب الروسي البيئة الملائمة لإكمال إيران مشروعها التوسعي في المنطقة.
مصدر خاص أفاد لـ”نداء بوست” بأن الرتل العسكري الذي قامت روسيا بسحبه من “مضمار الفروسية” المتاخم للقلعة الأثرية في مدينة تدمر ضمّ عربات عسكرية وناقلات جند من نوع كماز الروسية الصنع، بالإضافة لناقلات جند من المتوقع أنها تقلّ عناصر من مرتزقة “فاغنر”.
وأكّد المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية بانتشار مقاتلي ميليشيا الحرس الثوري الإيراني في أحياء مدينة تدمر عقب انسحاب القوات الروسية من مضمار الفروسية، بالتزامن مع إنشاء حاجز عسكري على مقربة منه لمنع اقتراب المدنيين من المنطقة تمهيداً لنشر نقاط عسكرية لمقاتليها بديلة عن المقاتلين الروس.
وبهذه الخطوة تكون روسيا قد حصرت أماكن تواجُد مقاتليها ضِمن مطار مدينة تدمر العسكري بالإضافة لتواجدها ضِمن مناجم استخراج الفوسفات “الصوانة وخنيفيس والشرقية” فضلاً عن الحماية العسكرية التي يوفرها مرتزقة “فاغنر” للخبراء الروس العاملين ضمن حقول استخراج النفط في حقل الشاعر وجحار شرق مدينة تدمر.
وتجدر الإشارة إلى أن روسيا قامت بإنشاء ثلاثة مهابط للطائرات المروحية شرق محافظة حمص لتسهيل عملية التنقل بين المناطق الإستراتيجية التي تضمن مصالحها الاقتصادية، الأمر الذي يفسر نوعاً ما الخطوات التي تتخذها روسيا للتخفيف من تواجُدها العسكري الميداني ضِمن ريف حمص الشرقي بحسب مراسلنا.