نداء بوست-أخبار سورية-متابعات
تمكن اللاجئ السوري حسان القنطار من الحصول على الجنسية الكندية بعد أن وجد نفسه في عام 2018، وحيداً في مطار ماليزي لسبعة أشهر متواصلة دون أن يتمكن من المغادرة خوفاً على حياته.
وقال القنطار لبي بي سي، “اليوم أصبحت كندياً أكثر، لكنني أعتبر نفسي كندياً منذ أول يوم”.
وأضاف “كان الأمر صعباً، في الكثير من الأوجه…إلا أنه انتهى بجائزة كبرى”.
وأضاف في حديثه: “كلاجيء لسنا مجرد أشخاص بلا قوة وعديمي الحيلة يبحثون عن المساعدة، لكننا بالفعل نسعى للحصول على فرصة، لإثبات أنفسنا”.
ومع وصول القنطار إلى مدينة ويسلر الكندية كان مسبوقاً بتنقلات كثيرة، حيث كان ينتقل من دولة إلى أخرى، حتى انتهى به الحال إلى أن يكون عالقاً في مطار كوالالمبور الماليزي.
وذهب القنطار إلى ماليزيا من الإمارات، حيث كان يعمل ويقيم حتى قبل عام 2011، لكن تم تسريحه وطرده من البلاد بعد انتهاء مدة إقامته.
ووجد نفسه غير قادر على العودة لبلاده، حيث كان من المرجح أن يتم تسليمه للجيش أو السجن وسط الحرب الأهلية، لذا اختار الذهاب إلى واحدة من الدول القليلة التي تسمح للسوريين بدخولها دون تأشيرة، لمدة 90 يوماً.
وبعد نهاية تلك المدة، حاول الذهاب إلى الإكوادور وكمبوديا، لكنه فشل فصادر المسؤولون في كمبوديا جواز سفره، وأعادوه إلى ماليزيا، ليبقى في المطار عالقاً.
ولم تكن أي دولة لتسمح له بالدخول، لذا فقد بقي القنطار فترة طويلة في المطار.
وبقي القنطار أكثر من 7 أشهر في مطار كوالالمبور الدولي، وهو يغرد، على حسابه على منصة تويتر ويوثق تجربته، ليساعد في شرح حاله وحال ملايين المتأثرين بالأزمة التي أسفرت عن ملايين اللاجئين، حيث فر أكثر 6.8 ملايين شخص من البلاد منذ عام 2011.
هذه المقاطع التي نشرها، جعلته شهيراً على المستوى العالمي، وجذبت انتباه 3 كنديين تقدموا لمساعدته.
وتسمح الحكومة الكندية للجمعيات والجماعات الخاصة بكفالة اللاجئين عبر جمع التبرعات التي تكفي لإقامتهم للعام الأول من وصولهم البلاد، بما في ذلك التأمين الاجتماعي.
ووافقت جمعية “الرابطة الإسلامية” في كولومبيا البريطانية على كفالة القنطار، بينما قام الأشخاص الثلاثة بممارسة الضغوط لإقناع الحكومتين الماليزية والكندية من أجل السماح بسفره إلى كندا، لكنه قضى شهرين في معتقل للاجئين في ماليزيا، حيث قال: إنه خضع للاستجواب مئات المرات.
وخلال احتفال منحه الجنسية، قال القنطار: “لقد كلفني الأمر أباً، فلم أكن هناك لأودعه عندما كان بأقصى احتياج لي، لذا هذا ما يعنيه اليوم لي”.
وقصة السوري القنطار تشبه قصة الإيراني، مهران كريمي ناصري؛ الذي فارق الحياة بعد أن أُصيب بنوبة قلبية وذلك بعد أن عاش في مطار شارل ديغول، من عام 1988 حتى عام 2006.
و ألهم هذا الرجل الممثل الشهير توم هانكس عام 2004 لصنع فيلم “ذا تيرمينال”.
وعاش ناصري؛ في المبنى رقم 1 بالمطار من عام 1988 حتى عام 2006، بسبب مأزق قانوني متعلق بأوراق الإقامة.
ومات اللاجئ الإيراني موتاُ طبيعياً في المبنى 2F قبل وقت قصير من ظهر السبت.
وبعدما أنفق الرجل جزءاً كبيراً من الأموال التي حصل عليها نظير الفيلم، عاد إلى المطار قبل عدّة أسابيع. وتمّ العثور على عدّة آلاف من اليوروهات معه.