نداء بوست – عبد الله العمري – الحسكة
أعلن عدد من المعاهد والمدارس الخاصة بمدينة القامشلي شمال الحسكة توقُّفها عن التدريس لمدة أسبوع مؤقتاً وذلك بسبب منع هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية في شمال وشرق سورية التعليم بمناهج نظام الأسد.
وقال مراسل “نداء بوست” في الحسكة: إن دوريات تابعة لقوات الأسايش داهمت عدداً من المدارس الخاصة بمدينة القامشلي وقامت بإغلاقها بحجة مخالفة قرارات الإدارة الذاتية التي منعت تدريس مناهج النظام السوري في مناطق سيطرتها مهددة أصحاب تلك المدارس بسحب التراخيص التي مُنحت لهم وتغريمهم بمبالغ تصل إلى 25 مليون ليرة سورية في حال تكررت المخالفة.
وأضاف مراسلنا أن جهاز الأسايش التابع لقسد استدعى عدداً من المعلمين الذين يقومون بإعطاء الدروس الخاصة لطلاب شهادتَي التعليم الأساسي والتعليم الثانوي في بلدة الدرباسية شمال الحسكة وأجبرهم على توقيع تعهُّد خطي بعدم إعطاء أي دروس أخرى تحت طائلة المساءلة.
وبحسب مسؤولين في هيئة التربية التابعة للإدارة الذاتية فإن التراخيص الممنوحة لتلك المعاهد تخولهم تدريس اللغات فقط وليس مناهج النظام السوري فضلاً عن وجود بعض المدارس التي تعمل دون أي ترخيص من قبلها.
وأفاد مدير أحد تلك المعاهد الذي رفض ذكر اسمه لأسباب أمنية في تصريح خاص لـ”نداء بوست” بأن أعداد المعلمين ضمن تلك المعاهد الخاصة يتراوح بين 400 و450 معلماً ومعلمةً معظمهم يعملون في المدارس التابعة للنظام واضطروا للعمل ضِمن هذه المعاهد كعمل إضافي نتيجة تدني الرواتب والأجور المقدمة من قِبل النظام.
وكانت الإدارة الذاتية قد أصدرت في أواخر عام 2015 قراراً يقضي بحظر تدريس مناهج النظام السوري بعد أن أقرت مناهج خاصة بها، واستثنت من ذلك عدداً من المدارس الواقعة ضِمن المربعات الأمنية التابعة لقوات النظام في مدينتَي الحسكة والقامشلي.
ومنذ إقرارها لمناهجها التعليمية سعت الإدارة الذاتية جاهدة لانتزاع اعتراف دولي أو محلي بمؤسساتها التعليمية من خلال افتتاح المزيد من المدارس والمعاهد والجامعات في مناطق سيطرتها حيث قامت بافتتاح جامعة روجافا في مدينة القامشلي وجامعة عين العرب وجامعة الشرق في مدينة الرقة بالإضافة لجامعة عفرين قبل خروج المدينة عن مناطق سيطرتها.
وعلى الرغم من ذلك يعزف أهالي أغلب التلاميذ عن إرسال أبنائهم للدراسة في مدارس الإدارة الذاتية كونها غير معتمدة خارج مناطق سيطرة الإدارة بالرغم من التكاليف الباهظة التي يتحملها الأهالي في سبيل تعليم أبنائهم في مدارس النظام السوري البعيدة عن مناطق سكنهم.
ويرى خالد الحسنوت أب لتلميذين في حديثه لـ”نداء بوست” أنه ما من ضير من دفع تكاليف إضافية لتلك المدارس الخاصة في سبيل تعليم أبنائه في مدارس مُعترَف بها وبالتالي تأمين مستقبلهم.
ويتابع قائلاً: إن تلك التكاليف تراوحت ما بين 600 إلى 650 ألف ليرة سورية فضلاً عن تكاليف المواصلات التي قد يضطر بعض الأهالي لدفعها في حال كانت المدارس بعيدة عن مناطق سكنهم.
ويضيف أيضا في حال أصرت الإدارة الذاتية على قرارها فإن هذا من شأنه مضاعفة الأزمة التي تعاني منها المدارس المتواجدة في المربعات الأمنية الخاضعة لسيطرة النظام من حيث أعداد الطلاب التي بلغت أكثر من 40 طالباً في الفصل الواحد.
ويرى الحسنوت أيضاً أن ما من مهرب أمام الأهالي الذين لا يملكون القدرة على دفع تلك المبالغ من دراسة أبنائهم في مدارس الإدارة الذاتية غير المعترف بها، ولكن هذا برأيه أفضل من بقائهم دون تعليم بشكل كامل فضلاً عما تعانيه تلك المدارس من ضعف في مستوى المواد التعليمية المقدمة وقلة الخبرة لدى أغلب العاملين ضِمن قطاعات التدريس فيها.
وقد بلغ عدد المدارس في المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية نحو 4700 مدرسة بحسب آخر إحصائيات هيئة التربية والتعليم التابعة لها وتصل القدرة الاستيعابية لتلك المدارس إلى نحو 850 ألف طالب من مختلف المراحل الدراسية بينما بلغ عدد المعلمين ضمن قطاعاتها نحو 60 ألف معلم ومعلمة.