أغلق سوق المهن اليدوية في التكية السليمانية التاريخية في مدينة دمشق وذلك بزعم الترميم حيث اعتبرت مصادر في المدينة أن المسؤولين عن الأمر لديهم “باع طويل في تدمير خصوصية دمشق وكل المدن السورية”.
وأضافت المصادر أنه “سبق أن بلطوا نهر بردى وعزلوه عن البيئة ليتحول إلى مستنقع آسن بحجة تنظيف النهر”، والآن يزعمون أنهم “قدموا مكاناً بديلاً” لحرفيي التكية السليمانية.
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن المصادر قولهم: إن “هذا البديل سيعزلهم عن حاضنتهم التاريخية ويرميهم غرب العاصمة دمشق في ضاحية حديثة بعيداً عن المقاصد السياحية الأثرية، في الوقت الذي تعاني فيها البلاد من أزمة مواصلات خانقة؛ لعدم توفر الوقود”.
واعتبرت المصادر أن “المبنى متهالك فعلاً وبحاجة إلى ترميم، لكن الاهتمام بالقيمة التاريخية للمبنى وترميمه يجب ألا يقل أهمية عن الاهتمام بالحرف التراثية التي لا تزال حية ولو بالرمق الأخير. إذا جرى اقتلاع الحرفيين من سوق المهن فماذا يبقى؟”.
وتوقعت المصادر أن يكون عزل الحرفيين في مكان بعيد هدفه الضغط عليهم للالتحاق بالشركة السورية للحرف، التي أطلقتها، العام الماضي، الأمانة السورية للتنمية، التي تشرف عليها أسماء الأسد، والتي افتتحت لها متاجر خاصة في أسواق دمشق التاريخية والحديثة وفي بعض المحافظات.
التكية السليمانية في دمشق أقيمت على يد السلطان العثماني سليمان القانوني، الذي أمر ببنائها في عام 1554، في مكان موضع القصر الأبلق، وهو قصر الظاهر بيبرس الذي هدمه تيمورلنك عند دخول المدينة، فيما انتهى بناؤها بشكل كامل في عام 1559.
أما المهندس الذي أشرف على بنائها فهو التركي الشهير معمار سنان، إلى جانب مشاركة المهندس الدمشقي شهاب الدين أحمد بن العطار.