"نداء بوست"- أحمد العكلة- إدلب
أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تصفية زعيم تنظيم "داعش" عبد الله قرداش الملقب بـ أبي إبراهيم القرشي، خلال العملية التي نفذتها القوات الأمريكية في بلدة "أطمة" شمال إدلب.
والليلة الماضية نفذت القوات الأمريكية عملية إنزال جوي استهدفت منزلاً في بلدة "أطمة"، اندلعت على إثرها اشتباكات عنيفة بين الأشخاص المُستهدَفين والقوات المهاجمة.
كما قامت الطائرات الأمريكية بقصف المنزل بعدة غارات، فيما تمكن الأشخاص المستهدفون من إعطاب مروحية، فجرتها القوات الأمريكية قبل مغادرتها المنطقة.
وقال بايدن في كلمة اليوم الخميس: بتوجيهات مني نجح الجيش الأمريكي في عملية لمكافحة الإرهاب بقتل زعيم تنظيم "داعش"، وإزاحته عن ساحة المعركة.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن جميع المشاركين في العملية العسكرية الخاصة في سورية عادوا سالمين.
دعاية انتخابية
من جهته أكّد عمار الخلف، وهو باحث سياسي وخريج دبلوم في العلاقات السياسية أن "الهجوم كان بمثابة دعاية للرئيس بايدن بعد انخفاض شعبيته كما فعل الرئيس السابق دونالد ترامب عند قتل البغدادي مُعلِناً القضاء على تنظيم «داعش» حينها ولكن بذات الوقت استمر في هجماته وتصاعدت عن السابق".
وأضاف في حديث لـ "نداء بوست" أن "هذه العملية كانت أعنف من عملية قتل البغدادي؛ لأن القادة قاوموا الحملة وقاموا باستهداف جنود التحالف مما دفعهم إلى إطلاق قذائف صاروخية بشكل عشوائي ما أدى إلى سقوط مدنيين وترويع الأهالي في منطقة تعج بالمخيمات على الحدود التركية".
وأشار في حديثه إلى أن "القرشي يعيش متخفياً في هذه المنطقة لأنه عرضة للاعتقال أو القتل من قِبل هيئة «تحرير الشام» التي باتت تلاحق آثار التنظيم في كل شبر شمال غرب سورية لذلك فإن هذه العملية جاءت بعد عمليات بحث استخباراتية واسعة".
زعيم "داعش" أدار عمليات الحسكة
وفي السياق أكد الرئيس بايدن، أن زعيم تنظيم الدولة أشرف على العمليات في مختلف أنحاء العالم وآخِرها سجن في شمال شرق سورية.
كما أضاف بايدن أنه "قررنا عدم استهداف زعيم التنظيم بهجوم جوي لعدم إحداث خسائر بشرية".
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن زعيم تنظيم الدولة قرر تفجير نفسه في الطابق الثالث بعد اقتراب قواتنا من المبنى.
كما أكّد في حديثه أنه "سنستمر بالعمل مع حلفائنا في الجيش العراقي والبيشمركة وقوات سورية الديمقراطية".
واعتبر الرئيس بايدن أن هذه العملية شهادة على قدرة الولايات المتحدة على الوصول إلى أي موقع يُشكِّل مصدر تهديد.
العملية لن تُضعِف التنظيم
العميد المنشق عن قوات الأسد محمد الخالد يؤكد أن "هذه العملية الأمريكية لن تضعف قدرة التنظيم على مواصلة هجماته والتوسع في شرق سورية؛ لأنه لا يعتمد على قائد واحد يديره بل تديره مجموعة من القيادات أو مجلس الشورى ويتم وضع قائد بديل وجاهز في حال تم قتل القائد الرئيسي للتنظيم كما حصل مع البغدادي".
وأضاف في حديثه أن "أكبر مثال على قدرة التنظيم على مقاومة الهجمات وقتل قادته، وهو قدرته على فتح معركة ضِمن مناطق سيطرة «قسد» وقتل المئات من قادة التنظيم رغم انحساره في البادية السورية، وقتل زعيمه أبو بكر البغدادي في إدلب".
كما أشار أن "مواجهة التنظيم بالعسكرة لن تجدي نفعاً كما حدث من قبله مع القاعدة، وعشرات التنظيمات الإسلامية التي لا يمكن مواجهتها سوى أيديولوجياً، من خلال دعم مشروع سني عربي حقيقي في مناطق سورية والعراق يمكنه احتواء التنظيم أمام دعم الميليشيات الكردية الانفصالية والميليشيات الشيعية الذي سوف يغذي التنظيم ويزيد من حاضنته الشعبية".
وأبو إبراهيم القرشي هو أمير محمد سعيد المولى وُلد في محافظة "نينوى" شمالي العراق عام 1976.
اِلتحق بتنظيم القاعدة بعد الغزو الأمريكي للعراق اعتقلته القوات الأمريكية في عام 2008 وكان مقرباً من زعيم "داعش" السابق أبو بكر البغدادي.
وفي أواخر تشرين الأول/ أكتوبر 2019 تم تعيينه زعيماً لـ "داعش" خلفاً للبغدادي.
يُذكر أنه قُتل خلال العملية الأمريكية 13 شخصاً من بينهم 6 أطفال و4 نساء، وقد أرجعت وزارة الدفاع الأمريكية ذلك إلى قيام القرشي بتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف بعد بَدْء العملية.