نداء بوست – أخبار سورية – القامشلي
اعتصم مجموعة من الأهالي اليوم أمام مكتب الأمم المتحدة في الشارع السياحي بمدينة القامشلي، ضد قرار “الإدارة الذاتية” التابعة “لقسد” بإغلاق المعاهد والمدارس الخاصة التي تدرّس المناهج السورية.
وأفادت مصادر خاصة لموقع “نداء بوست” بأن عناصر من تنظيم “الشبيبة الثورية” التابع “لحزب العُمّال الكردستاني”، اعتدوا بالضرب على المدنيين والصحافيين المشاركين في الاعتصام، واعتقلوا عدداً منهم.
الصحافي “إيفان حسيب” كان أحد المشاركين بالاعتصام، ونشر بياناً على صفحته الخاصة على “فيس بوك”، للتنديد بالاعتداءات التي قام بها تنظيم “الشبيبة الثورية” ضد المعتصمين، مؤكداً أن “حرية التعبير حقّ أساسي من حقوق الإنسان، تنصّ عليه المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان”.
وقال إيفان: “تعرضت اليوم الأربعاء للضرب والاعتداء من قبل عشرة أشخاص على الأقل من تنظيم الشبيبة الثورية، أمام أنظار عناصر الأسايش، أثناء تواجُدي بصفتي الصحافية في الوقفة الاحتجاجية الرافضة لقرار إلغاء تدريس المناهج الحكومية في المدارس والمعاهد أمام مقرّ الأمم المتحدة بالقامشلي”.
وأشار إيفان في منشوره إلى تعرُّض مجموعة من الطلاب الذكور والإناث وذويهم للاعتداء والاعتقال، وتم فضّ الاعتصام بالقوة، موضحاً أن هناك شخصاً يرتدي زياً مدنياً، طلب من عناصر “الشبيبة الثورية” الاعتداء عليه، رغم عدم تصويره للحدث بسبب منع قوات الأسايش الصحافيين من تغطية الاعتصام السلمي.
“قسد” تحاول إلحاق الطلاب بمدارسها
وأغلقت “الإدارة الذاتية” التابع لقسد الأسبوع الماضي، جميع المدارس والمعاهد الخصوصية التي تدرس المناهج السورية في مدينة القامشلي.
وكان الأكاديمي الكردي، “فريد سعدون”، قد قال عَبْر صفحته الشخصية في “فيس بوك”: “إذا كانت الإدارة الذاتية تعتقد أنها بمحاصرة مدارس الدولة والمدارس الخاصة والمعاهد وإغلاقها ستُجبِر الطُلّاب على الالتحاق بمدارسها، فهذا وهم وأسلوب غير نافع، وقد فشل هذا الأسلوب سابقاً وتكراره الآن يُعتبر غير عقلاني”.
وانتقد “سعدون” هذا الإجراء في ظل ما أسماه “مؤشرات للتفاوض بين الإدارة والدولة للتوصل إلى حلّ سياسي يخصّ المنطقة”.
ويمتنع الكثير من الأهالي المقيمين في مناطق شمال شرقي سورية، عن إرسال أطفالهم إلى مدارس “الإدارة الذاتية” ويتهمونها بأنه “مؤدلجة” لصالح “حزب العُمّال الكردستاني”، بالإضافة إلى كون المناهج لا تحظى بأي اعتراف محلي أو دولي، فضلاً عما تعانيه المدارس من ضعف ورداءة المادة التعليمية، وانخفاض المستوى التعليمي للمدرسين.
ويبلغ عدد المدارس التي تسيطر عليها “الإدارة الذاتية” التابعة لقسد، أربعة آلاف و700 مدرسة، قادرة على استيعاب 878 ألف طالب في المراحل الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية، بينما يصل عدد المدرسين فيها لنحو 61 ألف مدرس، بحسب إحصائية نقلتها وكالة أنباء “هاوار” عن “هيئة التربية والتعليم”، منتصف أيلول الجاري