نداء بوست – بيروت – ريحانة نجم
في إطلالة خطفت الأنظار السياسية والشعبية في لبنان، هاجم رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل حليفه الأساسي "حزب الله"، في موقف هو الأول من نوعه، مهدداً بفك التحالف معه، ولأول مرة منذ تحالفهما وجه باسيل لحليفه تهمة بتغطية الفساد، ولم يخلُ خطابه عن الحديث عن سلاح الحزب والدولة، وكأنه أطلق الرصاصة الأخيرة على تحالُف عمّر كثيراً، واستفاد منه الطرفان.
ولم تخلُ كلمة باسيل طبعاً من هجوم على رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعه حركة أمل، التي لطالما كان باسيل على خلاف معها.
واعتبر باسيل أنّ "التغيير الكبير يجب أن يشمل مختلف نواحي الحياة الوطنية، وقال: "أختصره بتغييرين أساسيين هما النظام السياسي والنظام المالي والاقتصادي".
وأكّد أن التيار الوطني الحر وقّع تفاهُماً مع "حزب الله" وليس مع "حركة أمل"، قال: "حين نكتشف أن الطرف الآخر الذي بات يقرّر مقابلنا بالتفاهم هو حركة أمل، يصبح من حقنا أن نعيد النظر". وأضاف: "ارجعوا إلى مار مخايل ستجدوننا موجودين".
وقال: "لا نريد إلغاء ولا تمزيق وثيقة التفاهم مع حزب الله؛ لأنّها جيّدة وبنودها ثابتة ووطنية لكن نريد تطويرها لأنها لم تَعُد تستجيب إلى التحديات المطروحة لا سيما الاقتصادية والمالية"، وتابع: "أولويّتنا الدولة وإصلاحها وهم أولويّتهم المقاومة والدفاع عنها.
ومع تلويحه بفك التحالف، قال باسيل: "من الطبيعي أن نكون انتخابياً أقوى إذا تحالفنا مع حزب الله وهذا أمر بديهي في الانتخابات ولكن بين ربح الانتخابات أو ربح أنفسنا نختار صدقيّتنا وكرامتنا".
وشنّ باسيل كذلك هجوماً على رئيس مجلس النواب نبيه بري، واتهمه بأنه يتحكم بقرار البرلمان مطالباً بتطوير الدستور اللبناني وفق وثيقة الوفاق الوطني وبالتوافق.
وقال: "إذا بدّو يمشي شي قانون فالتصويت على ذوق رئيس المجلس النيابي لأنّو مانع التصويت الإلكتروني"، وأضاف: "نريد "التغيير الكبير" بالحوار تلبيةً لدعوة رئيس الجمهورية ومن يعتقد أنه قادر على كسر غيره بالقوّة ومن خارج الحوار فأدعوه لمراجعة تجربة الآخرين".
وتابع: "نريد التغيير الكبير بالحوار تلبيةً لدعوة رئيس الجمهورية ميشال عون الذي سبق أن دعا إلى عقد طاولة حوار وطني".
في المقابل، ردت قناة الـNBN التابعة لرئيس مجلس النواب نبيه بري في مقدمة نشرتها المسائية بعنف على رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل واصفة إياه بالفهلوي ومعتبرة أنه صدق في كلمة واحدة عندما قال: "أنا ما بفهم"، وأضافت "على أية حال للحديث تتمة غداً وللفهلوي جبران باسيل نقول: "صدقتَ في كلمة واحدة عندما قلتَ بلسانك: أنا ما بفهم".
ومن المقرر أن يعقد النائب علي حسن خليل (عضو كتلة التنمية والتحرير) مؤتمراً صحافيّاً عند الثانية عشرة من ظهر اليوم الإثنين في مقر قيادة حركة "أمل" في بئر حسن، في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت يتناول خلاله الأوضاع العامة، ويرد على الهجوم الذي شنّه باسيل على حركة "أمل" ورئيس المجلس نبيه برّي.
مصادر مقرّبة من حركة أمل والناب خليل تؤكد أنه (خليل) سيردّ بعنف على باسيل ويفنّد أقواله، كما سيتطرّق أيضاً إلى المواقف التي أطلقها رئيس الجمهورية ميشال عون الأسبوع الماضي.
أما بالنسبة لمستوى العلاقة بين «التيار الوطني الحر» و «حزب الله» وما يمكن أن تصل إليه بعد هذا الهجوم العنيف، فإنّها مرهونة بإطلالة الأمين العام لحزب الله مساء اليوم حسن نصر الله، والتي ستحدد صورة ومسار المشهد المقبل بين الحليفين.