نداء بوست- حمص- سليمان سباعي
شنت الطائرات الحربية التابعة للنظام السوري أكثر من خمسين غارة جوية خلال اليومين الماضيين، استهدفت مجموعة من المواقع ضِمن البادية السورية.
ونقل مراسل “نداء بوست” عن مصدر محلي قوله: إن الغارات امتدت على طول الطريق الواصل بين منطقة السخنة شرق حمص، وصولاً إلى بادية الرصافة بريف الرقة.
وجاءت الغارات بعد فقدان ميليشيات الحرس الثوري الإيراني الاتصال مع إحدى دوريات لواء فاطميون المتواجد في المنطقة.
وفقد الحرس “الثوري الإيراني” يوم الخميس الماضي الاتصال بالدورية أثناء تنفيذها مهمة استطلاعية على طريق “حمص – دير الزور”، ولم يتم العثور عليها رغم حملة التمشيط الواسعة التي أطلقتها الميليشيا.
مصادر محلية اتهمت قوات النظام بالوقوف وراء عملية اختفاء الدورية، خاصة في ظل الخلافات التي نشبت بين الجانبين، على خلفية التعزيزات الإيرانية التي وصلت إلى المنطقة مؤخراً، وما تبعها من تحجيم لدور قوات النظام.
وتقول المصادر: إن التعزيزات الإيرانية الجديدة، حجمت نفوذ قوات النظام على الحواجز المنتشرة على طريق الـ M20 الواصل ما بين محافظة حمص، ومناطق شمال شرقي سورية، والتي تُعتبر الطريق الرئيسي لعبور قوافل النفط والقمح.
في سياق منفصل، وصلت حافلات عسكرية تقلّ متطوعين من “لواء القدس” وميليشيا “سند” الأمن العسكري المدعومتين من روسيا، إلى أحد المعسكرات التدريبية التابعة للفرقة 18 قرب مدينة الفرقلس شرق حمص، تمهيداً لإطلاق معسكر تدريبي جديد.
وقال مصدر محلي لـ”نداء بوست”: إن الشرطة العسكرية الروسية أبلغت عناصر المخابرات العسكرية المتواجدين على “حاجز الفرقلس” بعدم اعتراض أي حافلة أو تفتيشها أثناء عملية نقل المتطوعين إلى المعسكر التدريبي المتواجد على أطراف المدينة من الجهة الغربية.
وأشار المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لضرورات أمنية إلى وجود تنسيق بين قيادة قاعدة “حميميم” وقيادة الفرقة 18 من أجل تقديم جميع التسهيلات اللازمة للمتطوعين المتواجدين ضِمن المعسكر.
وأنشأت الشرطة العسكرية الروسية ثماني نقاط للحراسة على أطراف المعسكر، ومنعت خروج أي متطوع لأي سبب كان، كما أمرت بمنع دخول عناصر الفرقة 18 لحين الانتهاء من الدورة التي من المتوقع أن تستمر 45 يوماً.
وتقدم قاعدة “حميميم” الدعم العسكري والمالي، لعناصر لواء القدس الذي يترأسه محمد السعيد التابع لشعبة المخابرات العسكرية في دمشق، وميليشيا سند الأمن العسكري الذي يديرها اللواء رسلان أسبر.
وينتشر عناصر تلك الميليشيات في منطقة البادية بشكل رئيسي، حيث تتطلع روسيا إلى فرض نفوذ موازٍ لنفوذ الميليشيات الإيرانية في المنطقة التي باتت تسيطر على مساحات واسعة ومواقع إستراتيجية من ضِمنها مستودعات مهين شرق حمص.