أثار إعلان رئاسة النظام السوري اليوم الاثنين عن إصابة رأس النظام "بشار الأسد" وزوجته "أسماء" بفيروس "كورونا" جدلاً في أوساط السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، وذهب معظمهم إلى أن الإعلان يحمل في طياته غايات وأهداف متعددة.
"نداء بوست" استعرضت آراء عدد من الباحثين والصحفيين السوريين، للوقوف على الأسباب المحتملة وراء الإعلان المذكور، والغايات المرجو تحقيقها عن طريقه.
ورجح الباحث في مركز "جسور" للدراسات "عبد الوهاب عاصي" أن يكون الإعلان عن إصابة "الأسد" بفيروس كورونا، محاولة من النظام السوري لاستمالة الجمهور الموالي للتعاطف مع "بشار"؛ خاصة في ظل المخاوف من تنامي حالة الاستنكار تجاه عجز النظام عن وقف انهيار الاقتصاد وتردي الواقع المعيشي وانتشار الفساد.
ونوّه "عاصي" خلال حديثه لـ "نداء بوست" بأنها ليست المرّة الأولى التي يستخدم فيها النظام السوري هذه الدعاية المضللة، إذ سبق أن حاول استمالة جمهوره الموالي بإعلان إصابة بشار الأسد بوعكة صحية أثناء إلقائه خطاباً، وكذلك بإعلان إصابة أسماء الأسد بسرطان الثدي.
ويمكن اعتبار الإعلان أيضاً بمثابة إطلاق لحملة بشار الأسد الانتخابية، ولم يستبعد "عاصي" التسويق لخطاب إنساني أو مواقف إنسانية من بشار الأسد وزوجته تُظهر الاهتمام بالمصابين بالفيروس.
وربما يكون احتواء مظاهر الاستياء الشعبي الذي قد ينتج عن إعلان الحصول على دفعات من لقاح "سبوتينكV" من إسرائيل في إطار التفاهم الذي رعته روسيا، إحدى أسباب الإعلان، وبالتالي تسويق دعاية لضرورة توفير اللقاح، وفقاً لـ "عاصي".
من جانبه قال الصحفي "خالد الخطيب" إن الإعلان عن إصابة "أسماء الأسد" في وقت سابق بمرض السرطان كان مقدمة لصعود نجمها، وزيادة شعبيتها بين أوساط المؤيدين، حيث باتت صورها توضع في المكاتب الرسمية التابعة للنظام وإلى جانب صور "بشار" في المناسبات.
ورأى "الخطيب" أن الإعلان عن إصابة "بشار" وزوجته معاً بـ "كورونا"، يبدو مقدمة لابتزاز آخر "بوسط شعبي عاطفي يحب الحكايا المؤثرة".
وأوضح "الخطيب" لـ "نداء بوست" أن الدعاية ومزاعم الإصابة تفيد في التغطية على كثير من الأزمات التي يعاني منها السوريون في مناطق سيطرة النظام، كما تمهد لاستعطاف شعبي يسبق الانتخابات الرئاسية، وهو ما يحتاجه "بشار الأسد"، كونه لا يملك وسائل ترويجية أخرى في الوقت الحالي، بسبب الوضع الاقتصادي.
واستطرد بالقول: "اليوم قدّم بشار الأسد وزوجته مادة دسمة لفريق المطبلين لدى النظام في قطاعات الإعلام والبعث وغيرها، والتي ستتناول الحدث من جوانب مختلفة لاستثماره".
الباحث "عباس شريفة" أشار بدوره إلى أن الأنظمة الديكتاتورية المغلقة تعتبر خبر مرض الحاكم هو من أسرار الدولة التي لا يجوز البوح بها خوفاً من المتربصين.
وخلال حديثه لـ "نداء بوست"، ذكر "شريفة" أن السرعة غير المعهودة للإعلان عن إصابة "بشار وأسماء" بفيروس "كورونا"، تحمل أهدافاً سياسية.
وأضاف: "يبدو أن النظام الغارق بمستنقع الهزائم التي تحيط به من كل صوب، بحاجة لانتصار معنوي يواجه به جمهوره المتآكل في حملته الانتخابية، بعد أن تعذر النصر المعنوي، ووصل سعر صرف الدولار إلى حدود 4 آلاف ليرة سورية، وتضاعف سعر المواد الغذائية بنحو 50 بالمئة".
بدوره رأى "علي حميدي" مدير تحرير "تلفزيون سوريا" أن الإعلان له عدة أبعاد، بعضها يتعلق بقرب الانتخابات الرئاسية، مرجحاً أن يكون نشر نبأ إصابة "بشار الأسد" بفيروس كورونا، قد أتى ضمن سياق الترويج له ضمن الحملة الانتخابية.
وأفاد "حميدي" في حديث لـ"نداء بوست" بأن الإعلان ربما يكون محاولة من النظام لحرف الأضواء عن الأزمة الاقتصادية الخانقة، في مناطق سيطرته، والتي دفعت كثير من "الأبواق" لمطالبة حكومة الأسد بالتحرك وإيجاد حلول للأزمة.
وكذلك رجح "حميدي" أن يكون نشر خبر الإصابة محاولة لإعادة "الرونق لصورة بشار الأسد"، ولكن بصورة "الضحية المصاب بفيروس كورونا"، ودعوة غير مباشرة للسكان في مناطق سيطرة النظام للتعاطف معه إلى جانب زوجته، كأشخاص.
وظهر اليوم أعلن النظام عن إصابة رئيسه "بشار الأسد" وزوجته "أسماء" بفيروس "كورونا"، وذكر أنهما سيقضيان فترة الحجر الصحي التي ستستمر من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع في المنزل، وهو ما شكك به سوريون، وأثار ردوداً واسعة ومتنوعة على وسائل التواصل.