“نداء بوست”- عواد علي- بغداد
تُواصل فِرَق الإنقاذ العراقية، منذ أمس السبت، عملية البحث والتحري تحت الأنقاض، بالجرارات والمعدات اليدوية، بحثاً عن عالقين وجثث ضحايا انهيار تلّ ترابي على مزار ديني، يقع على بُعد 25 كلم غرب مدينة “كربلاء” يُعرف بـ”قطّارة الإمام علي”.
وقالت مديرية الدفاع المدني: إن سبب انهيار التل “تشبّع الساتر الترابي الملاصق للمزار بالرطوبة”.
وقد تمكنت فِرَق الإنقاذ حتى الآن من انتشال ثلاثة أطفال من تحت الركام، وقالت: إنهم “بصحة جيدة، وتم نقلهم إلى المستشفى لمتابعة وضعهم الصحي”.
وأظهرت صور عناصر الدفاع المدني وهم يخرجون طفلاً من الأنقاض محملاً على حمّالة ووجهه وجسده مغطى بالتراب.
كما جرى انتشال خمس جثث في أوقات متفرقة، ثلاث منها لنساء، وواحدة لرجل، والأخيرة لطفل يتراوح عمره ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام، ومن المتوقع وجود جثتين أخريين تحت الأنقاض.
وذكر مصوّر لوكالة “فرانس برس” أن قوات أمنية ومن الجيش موجودة في المكان لدعم جهود الإنقاذ، فيما تنتظر عائلات الضحايا في محيط المزار.
وأفاد المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني، العميد جودت عبد الرحمن، أن “تضاريس المكان صعب العمل فيها، حيث إن المكان له مخرج واحد، والمزار محاط بتلال، ولا يمكن استخدام محاور أخرى، وبدأت فِرَق الإنقاذ برفع الأنقاض بآليات ثقيلة حتى تتمكّن من الوصول إلى نهايات الأماكن المغلقة”.
وأكد أن العمل “يتمّ بدقة متناهية للوصول إلى المصابين لأن أي خطأ قد يؤدي إلى انهيارات أخرى”. وتوقّع أن يتمّ “حتى مساء اليوم (الأحد) مسح المنطقة المنهارة بدقة من خلال رفع الأنقاض والركام”.
وقال باسم الخزعلي، عمّ أحد العالقين تحت الركام، من الموقع لـوكالة “فرانس برس”: “ابن أخي مصوّر دخل إلى المرقد ليقوم بتصوير زوّار، وحينها انهار الجبل من فوقهم وانهار السقف عليهم (…) وجاء الناس عليهم، وجاءت الشرطة وفِرَق الإنقاذ، ويقولون نحن تكلّمنا معهم ونسمعهم”.
وأضاف: “أخشى أن لا يؤدي هذا العمل إلى نتيجة، نخاف أن يختنقوا وأن يصيبهم مكروه، نريد أن نعرف ما السبب، وماذا حصل، ولماذا الجبل قريب إلى هذه الدرجة؟”.
يس العراقي برهم صالح معلّقاً على الحادثة: “تلقينا بألم الحادث المفجع الذي تعرّض له أهلنا في انهيار طال مزار قطّارة الإمام علي (عليه السلام) في كربلاء المقدسة”.
وأضاف: “نشدّ على يد فِرَق الدفاع المدني البطلة والمتطوعين في إنقاذ العالقين وإسعافهم، وضرورة استنفار الجهود لإنقاذ باقي المُحاصَرين”.
من جهته، أوفد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وزير الداخلية عثمان الغانمي، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، إلى محافظة كربلاء،كما وجّه “بالإشراف المباشر والميداني في محل الحادث على أعمال الإنقاذ”، متمنياً “السلامة للمصابين”، وفق بيان صادر عن مكتبه.
وبدوره كتب رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي على “تويتر”: “نتقدَّم بتعازينا لذوي ضحايا حادث الانهيار الذي حصل في مزار (قطّارة الإمام علي عليه السلام)”، مضيفاً: “نشدُّ على أيدي الأبطال من الدفاع المدني وهم يستمرون في عمليات الإنقاذ منذ يوم أمس”.
أما زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر فقد كتب في تغريدة نشرها على “تويتر” أيضاً: “مرة أخرى تتسبب شبهات الفساد بضحايا مدنيين، في (القطّارة)، لكن هذه المرة شمل الفساد دور العبادة وبكل وقاحة”.
وأضاف: “من هنا، وبعد أن نعزي ذوي الضحايا ونسأل الله أن يمنّ عليهم بالصبر والسلوان، وأن يلحق ضحاياهم مع الشهداء والصالحين، نطالب الحكومة بتحقيق فوري وجادّ من أجل كشف الحقيقة لكي لا يطال الفساد المساجد ودُور العبادة كما طال مؤسسات الدولة ووزاراتها”.
وكان محافظ كربلاء، نصيف الخطابي، قد أعلن، في وقت سابق من اليوم، إغلاق “قطّارة الإمام علي” على خلفية الانهيار الذي تعرض له المبنى وأدى إلى سقوط 10 ضحايا بينهم أطفال، وَفْق إحصاءات رسمية أولية.
ويُذكر أن المزار جرى تشييده بعد عام 2003، وتوجد فيه عين ماء، وقد نُصبت مقطورة كهربائية تسحب الماء إلى حوض خارجي، ويأخذ منه الزوار للشفاء من الأمراض والتبرك وطلب الرزق والإنجاب، حسب اعتقادهم.