نداء بوست- أخبار سورية- حمص
أثار قرار التحالف الدولي الخاص بإقالة العميد مهند طلاع من قيادة فصيل جيش مغاوير الثورة، المتمركز في قاعدة التنف، انقسامات داخلية واحتجاجات رافضة لهذا التدخل الخارجي في شؤون الفصيل.
وأواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، قرر التحالف الدولي عزل طلاع من منصبه وإحالته إلى التقاعد، وتعيين قائد لواء شهداء القريتين النقيب فريد القاسم بدلاً عنه.
”مغاوير الثورة” يرفض القرار
أصدر جيش مغاوير الثورة بياناً يوم أمس الأحد قال فيه: إن القيادة العسكرية المشتركة للجيش تعلن للرأي العامّ أنها كفصيل سوري كانت -وما زالت- ملتزمة بالأهداف المعلنة للتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب.
وأضاف: “ولكننا نعلن أيضاً بأننا نرفض بشكل قاطع ونهائي التدخل من قِبل أي طرف مهما كان في تحديد وتعيين قياداتنا الثورية التي ناضلت وضحّت منذ نشأة الجيش لتشكيله وتدريبه وتطويره”.
وأكد أنه يرفض محاولة فرض النقيب فريد القاسم كقائد للجيش لأسباب عدة، أهمها أنه ليس من ضباط الفصيل أو من المنتسبين له، داعياً قيادة التحالف للتدخل بشكل مباشر “لتجنُّب التداعيات الخطيرة التي يمكن أن تنشأ نتيجة هذا القرار غير المسؤول”، حسب وصفه.
كما أصدر المجلس العسكري في “جيش مغاوير الثورة” بياناً قال فيه: “نحن المجلس العسكري في جيش مغاوير الثورة، نبين للجميع رفضنا القاطع لأي تدخُّل خارجي في تعيين قيادتنا الثورية في المنطقة، كوننا من ضحّى وناضل لتشكيل هذا الجيش”.
وأضاف: “كما نرفض وبشكل لا عودة فيه تعيين النقيب فريد القاسم لقيادة المغاوير، كونه من خارج صفوفها”.
تفاصيل عزل طلاع
تقول مصادر من داخل قاعدة “التنف” إن التحالف الدولي اتخذ قرار عزل الطلاع بعد إبلاغه منتصف الشهر الماضي بأن قيادة القوات الأمريكية في القاعدة ستتغير، وسيتم استبدالها بأخرى من القوات الخاصة.
وخلال تلك الفترة كان الطلاع يخطط للسفر إلى تركيا لزيارة عائلته (وهو أمر قام به عدة مرات خلال السنوات الماضية)، وخلال الزيارة الأخيرة التي جرت في الأسبوع الثالث من الشهر الفائت، قدمت القيادة القديمة للقوات الأمريكية المساعدة لطلاع، حيث نقلته بمروحية خاصة إلى مطار عمان في الأردن ومنه سافر إلى مطار إسطنبول.
وأثناء تواجُد طلاع في إسطنبول، تم تبديل قيادة قاعدة التنف، لتقوم القيادة الجديدة بإرسال برقية إلى طلاع تفيد بعزله، ومن ثَم قامت بتعميم القرار على عناصر جيش مغاوير الثورة، الأمر الذي قُوبل بالرفض من أفراد وقيادة الفصيل.
كما أجرى الطلاع وعدد من القيادات العسكرية في الفصيل عدة اجتماعات عَبْر الفيديو مع قيادة قوات التحالف في التنف لثنيها عن القرار إلا أن تلك الجهود لم تثمر.
انقسام في الركبان
شهد مخيم الركبان الواقع على الحدود السورية الأردنية، انقساماً بين صفوف قاطنيه بعد قرار عزل طلاع، وتعيين القاسم بديلاً عنه، وتطورت الأمور إلى تنظيم وقفات احتجاجية داخل قاعدة التنف.
وأعرب قسم من الأهالي عن رفضهم لقرار عزل طلاع كونه ”أحد رموز الثورة في المنطقة”، فضلاً عن رفضهم لتكليف القاسم بقيادة التشكيل.
وأرجع الأهالي سبب رفضهم لتولي القاسم منصب قائد الجيش إلى عدة أسباب أبرزها ”قسوته” وعدم قدرته على تولي شؤون المدنيين المحاصرين في المخيم، وبسبب ضلوعه في وقت سابق بقتل أحد السكان تحت التعذيب.
كما نشر المجلس المحلي لـ”الركبان” يوم الخميس الماضي، تسجيلاً مرئياً وصوراً، قال: إنها لاحتجاجات شارك فيها العشرات من قاطني المخيم داخل أسوار قاعدة التنف، رفضاً لقرار عزل الطلاع.
وحينها أشار المجلس عَبْر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك إلى أن الاعتصام مستمر ليومه الخامس على التوالي أمام مقر التحالف من أجل العدول عن قرار العزل.
الظهور الأول للقاسم
ظهر القائد الجديد لجيش مغاوير الثورة فريد القاسم، يوم أمس الأحد، لأول مرة منذ تعيينه من قِبل القيادة الأمريكية، في مقطع مصور إلى جانب قائد القوات الأمريكية في سورية والعراق العقيد براين ديكوتي.
ويشير ظهور القاسم إلى أن قرار قيادة التحالف نهائي، وأنها لن تستجيب للأصوات الرافضة من داخل مخيم الركبان لقرار تعيينه، والمُطالِبة بعودة الطلاع مجدداً لقيادة الفصيل.
وقال القاسم في ظهوره المقتضب: إنه “يتطلع للتعاون مع الجميع من أجل بناء سورية المستقبل، والمحافظة على علاقات جيدة مع الجيران، وإنشاء قوة تحافظ على المنطقة تكون مُشارِكة في مستقبل سورية”.
في حين وجه ديكوتي عبارات المباركة للقاسم بمنصبه الجديد، وتعهد بتقديم “الدعم بكافة أشكاله، والاستمرار في دعمه خلال المستقبل”، قائلاً: “نحن معك”.