نداء بوست- محمد جميل خضر- الفحيص
تحت شعاره الدائم “الأردن تاريخ وحضارة”، انطلقت مساء أمس الأربعاء، في البلدة القديمة من مدينة الفحيص المعروفة بـ “روس البيادر”، فعاليات الدورة 30 من مهرجان الفحيص التي تمتدّ ببرنامجٍ زاخرٍ حتى 17 آب/ أغسطس الحالي 2022.
مندوبةً عن الأمير الحسن بن طلال (عمّ العاهل الأردني)، أضاءت وزيرة الثقافة هيفاء النجار شعلة الدورة الثلاثين من المهرجان الذي تحتضنه سنوياً مدينة الفحيص الساكنة خاصرة الجبال بين محافظتَيْ عمّان العاصمة الحالية، والبلقاء العاصمة التاريخية للأردن، بتبعية إدارية للبلقاء.
حفل افتتاح الدورة الجديدة المتجددة من المهرجان الوطني القومي (دورة ما بعد كورونا)، تضمّن إحياء فرقة جامعة الاستقلال للفنون الشعبية من فلسطين، حفلاً موسيقياً غنائياً تراثياً بديعاً، كما شاركت من مصر فرقة الموسيقى العربية التابعة لدار الأوبرا “ليلة مصرية” بقيادة المايسترو علاء عبد السلام وغناء عدد من الأصوات الشابة.
وكرم المهرجان في يوم الافتتاح مجموعة من الشخصيات الحاضرة، منها الممثلة المصرية إلهام شاهين، والممثلة اللبنانية تقلا شمعون، والكاتبة الكويتية باسمة العنزي، والشاعر المصري أحمد الشهاوي.
وقال مدير المهرجان أيمن سماوي في كلمة الافتتاح “حرصنا هذا العام أن نشرك فنانين وشعراء من إخوتنا العرب إلى جانب ثلّة من الفنانين والشعراء الأردنيين، وتنوّعت فعاليات مهرجاننا لنقدم لروادنا ومشاهدينا أوسع طيف من الجمال والمتعة والفائدة”.
يشتمل البرنامج الفني للمهرجان على حفلات للمطرب جورج وسوف من سورية، والمغنية دلال أبو آمنة من فلسطين، والمغني راغب علامة من لبنان، والمغنية ديانا كرزون من الأردن.
أما البرنامج الثقافي فيشمل أصبوحة قصصية يوم غد الجمعة الموافق 12 آب/ أغسطس 2022، وأمسية شعرية في 14 آب/ أغسطس 2022، وندوة عن الدراما العربية.
مهرجان الفحيص في دورته الـ 30، يشمل، كما جرت العادة، زوايا ثابتة، وأوبريت افتتاحياً يحمل عنوان “أرض السلام” من كلمات ماجد زريقات وألحان اللبناني طوني سابا بمشاركة فرقة الاستقلال الفلسطينية.
نادي شباب الفحيص الذي ينظم المهرجان منذ عام 1990، جدد وعده بأن فعاليات الدورة 30 جميعها متاحة للجمهور مجاناً، باستثناء فعاليات المسرح الرئيسي التي سوف يُحييها نجوم الغناء الأردني والعربي، وستكون أسعار تذاكر هذه الحفلات في متناول اليد.
يحتضن المهرجان، بحسب القائمين عليه، المبدعين العرب “بأذرع مفتوحة، ويعكس وجه الأردن الحضاري والثقافي للعالم، كما يسعى لإرضاء العائلة الأردنية، وأما المشاركة العربية، فهي تعكس الثقة بالمهرجان”.
ودرج القائمون على مهرجان الفحيص منذ تأسيسه على إعطاء الثقافة الجادّة التي تكرس قِيَم الوطنية الأردنية بأفقها القومي والإنساني، مساحة مميزة ضِمن برامجه، إضافة إلى الفعاليات الفنية سواء الغنائية، أو المسرحية، والفقرات الأخرى التي تعنى بمسرح الطفل ليستقطب العائلة الأردنية.
في ركن الطفل، يقدم مركز “زها” الثقافي فعاليات ترفيهية وتوعوية متنوعة على مدى أربعة أيام على خشبة مسرح “بيت الفحيص”، وتقام فعاليات “المطبخ الشعبي” الموازية لعروض المهرجان يومياً في ساحة دار حمزة بالتعاون مع “جمعية بيت التراث”، ويلي الفعاليات فقرات غنائية وموسيقية، يُحييها الفنان ينال المصري وفِرْقة مد الله الحويطي وفِرْقة قورنا بانيا البلغارية والفنان أيمن ألفرد وفرقة الاستقلال الشعبية الفلسطينية، وعازف الربابة يوسف الفيومي.
إلى ذلك، تتضمن فعاليات الدورة الجديدة من المهرجان، حفل تأبين للشاعر الراحل (ابن الفحيص) جريس سماوي الذي يحمل البرنامج الثقافي للدورة اسمه، كما تشمل ندوة نقاشية حول دور الدراما العربية في نقل الواقع المعاصر وتعزيزه فنياً، يتحدث بها كل من: نقيب الفنانين المصريين الدكتور أشرف زكي، والفنانات: ليلى علوي، وإلهام شاهين وروجينا، وتدير اللقاء الفنانة الدكتورة ريم سعادة.
وهناك تكريم لشخصية سياسية حيّة تُرزق، وأخرى راحلة، وكما يقول القائمون عليه: “منذ بداياته الأولى، نحافظ على مضمون رسالته الثقافية والوطنية التي تشير إلى تاريخ الأردن ودور وتضحيات الرجال الأوائل الذين ساهموا في بنائه وتطوُّره من خلال المحاضرات والندوات المتخصصة التي تقرأ تاريخ الأردن وشخصياته وأماكنه، إضافة إلى تسليط الضوء على الحِرَف اليدوية التقليدية مساهمة في دعم تلك الحِرَف واستمرارها لتحكي تراث أمّتنا وحضارتنا”.