نداء بوست- محمد جميل خضر- عمّان
بعد إعلانها نيّتها الانتحار عَبْر منشور على صفحتها الفيسبوكية، أقدمت طبيبة تخدير تعمل بمستشفى الجامعة الأردنية على إلقاء نفسها من الطابق التاسع حيث سكن الأطباء المناوبين في المستشفى التعليميّ الأول في الأردن. صعدت فوق طاولة وألقت بنفسها ليؤدي السقوط المروّع السريع لتكسُّر عظامها وتهتُّك مختلف أجهزتها العضوية وحدوث نزيف قاتل، ولتلقى حتفها على الفور.
صباح مفزع واجهه الأردنيون اليوم الخميس 25 آب/ أغسطس 2022، فلم تجرِ العادة أن ينتحر الأطباء. ولكن الطبيبة التي يُقال إن والدها أيضاً طبيب، وبسبب ضغوط وظيفية ونفسية ومهنية، كما يرى كثير من المحللين، لم تجد حلاً سوى انتحارها بهذه الطريقة المروّعة.
بحسب بعض زملائها في المستشفى الواقع فوق تلّة في الشمال الغربي للعاصمة الأردنية عمّان، فإن ضغط العمل وكثافته مقابل أجور رمزية، أو حتى عدم وجود أجور في بعض الحالات، من الأسباب الرئيسية لإقدام تلك الطبيبة على الانتحار.
أطباء في المستشفى الذي تعمل به ومستشفيات أخرى، يرون في انتحار زميلتهم، على مأساويته، فرصة لفتح ملف الأطباء في الأردن وأجورهم، خصوصاً الأطباء المنخرطين في إجراء العمليات اليومية وبعدد غير قليل من هذه العمليات.
عاملون آخرون في المستشفى الذي تعمل به الطبيبة، لم يقدموا أيّ توقُّعات حول انتحارها، مؤكدين أن انتحارها شكّل صدمة لهم. من جانبه رفض الناطق الإعلامي للمستشفى التعليق على الحادثة خلال اتصال وكالة “جفرا” للأنباء معه.
جهات إعلامية أردنية عديدة تتحدث عن أسباب غامضة وراء انتحار الطبيبة التي فُقِدت ليل أمس الأربعاء، إلى أن عُثر عليها جثة هامدة قرب المستشفى، علماً أن جثتها حُوّلت للطب الشرعي لتشريحها والوقوف على الأسباب الدقيقة للوفاة.