نداء بوست- محمد جميل خضر- وكالات
حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بأن موجة أخرى من إغلاق المدارس "ستكون كارثية" على الأطفال، وسط تزايد حالة عدم اليقين مع ارتفاع عدد حالات الإصابة بكورونا في جميع أنحاء العالم.
وفي بيان صادر اليوم الجمعة، أشارت المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور، إلى أن حالات "كوفيد-19" ترتفع من جديد في جميع أنحاء العالم، مدفوعة بشكل متزايد بانتشار متغير "أوميكرون" الجديد الذي يعمل خبراء الصحة العامة والعلماء على فهمه.
وأشارت إلى أن الأدلة واضحة وتسلط الضوء على أن إغلاق المدارس لفترة طويلة على الصعيد الوطني؛ ومحدودية الموارد للطلاب والمعلمين وأولياء الأمور؛ والافتقار للوصول إلى التعليم. كل ذلك يؤدي إلى القضاء على عقود من التقدم في التعليم، كما انتشرت جائحة الظل المتمثلة في عمالة الأطفال وزواج الأطفال وقضايا الصحة العقلية.
وقالت فور، "بالإضافة إلى التعلّم المفقود، فقد الأطفال أيضاً الأمان الذي توفره المدرسة، والتفاعلات الشخصية اليومية مع الأصدقاء، والوصول إلى الرعاية الصحية، وفي كثير من الأحيان وجبتهم الوحيدة في اليوم ويمكن لهذا الجيل من أطفال المدارس أن يخسروا بشكل جماعي 17 تريليون دولار من الأرباح المحتملة على مدى الحياة".
ووجد تقرير حول التعليم خلال فترة الجائحة لليونيسف واليونسكو والبنك الدولي، أنه بينما وفرت جميع البلدان تقريباً فرصاً للتعلّم عن بُعد للطلاب، إلا أن جودة هذه المبادرات ونطاق وصولها ظل متفاوتاً، وهو ما سيكلف الجيل الحالي حوالي 17 تريليون دولار من إيرادات أفراده على مدى الحياة.
ويظهر التقرير، أن نسبة الأطفال الذين يعيشون في فقر تعليمي في البلدان منخفضة الدخل والبلدان متوسطة الدخل التي كانت تبلغ 53 بالمئة قبل الجائحة قد تصل إلى 70 بالمئة بسبب إغلاق المدارس.
وأضافت فور، لهذه الأسباب، ينبغي تجنب إغلاق المدارس على الصعيد الوطني ما أمكن ذلك، وعندما يزداد انتقال كوفيد-19 في المجتمع وتصبح تدابير الصحة العامة الصارمة ضرورة، يجب أن تكون المدارس آخر موقع يتم إغلاقه وأول مكان يُعاد فتحه، موضحة، "نحن نعلم أن إجراءات الحدّ من الانتقال في المدارس فعالة ويجب أن نستخدم هذه المعرفة لفعل كل ما في وسعنا لإبقاء المدارس مفتوحة".
كما دعت فور إلى زيادة الاستثمارات في الاتصال الرقمي للتأكد من عدم تخلّف أي طفل عن الركب، وقالت في ختام البيان: "لا يمكن أن يكون عام 2022 عاماً آخر من تعطّل التعلّم. يجب أن تكون السنة التي تحظى فيها الأسبقية للتعليم ولمصالح الأطفال".
يتضمّن تقرير المدير التنفيذية لمنظمة اليونيسف هنرييتا فور، كما أرى، مصداقية عالية وخلوّاً من أي أجندات، ويعكس حرصاً أممياً عامّاً على أطفال العالم، خصوصاً الموجودين منهم في دول العالم الثالث، والدول الأكثر فقراً والأقل قدرات تكنولوجية ورفاه مجتمعي وعناية حكومية، وكذلك الأطفال المتبلون بوجودهم في أماكن نزاع وحروب وويلات ومحاصرون داخل خطوط تماسه.
حرص فور وتحذيرها يشمل، حتماً، أطفال مخيمات اللجوء، أي لجوء، وفي المقدمة منه اللجوء السوري، الذي بات يتصدر باقي مخيمات اللجوء الفلسطيني واليمني والعراقي وغيره. فهؤلاء وأولئك آخر من يمكنهم الاستفادة من خدمات التعليم عن بعد، وكثير من أطفال هذه المخيمات تسرّب من التعليم الإلزامي قبل، حتى جائحة كورونا، وجاءت الجائحة لتعمّق مأساة حرمان مئات الآلاف منهم من الحق في التعليم، وهو الحرمان الذي يمكن أن يتحوّل إلى طامة كبرى، وفجيعة يصعب تعويضها، إن أُغلقت المدارس الحكومية في أماكن وجودهم وعادت إلى التعليم عن بُعد.
Author
-
روائي وإعلامي فلسطيني/أردني..مُعِدّ ومنتج تلفزيوني.. صدر له ثلاث روايات وأربع مجموعات قصصية