نداء بوست- عواد علي- بغداد
انسحب رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي وفريقه الحكومي من مراسم تشييع جثمان الشاعر العراقي مظفّر النوّاب في العاصمة بغداد، اليوم السبت، بسبب هتافات أُطلِقت ضده وضد الطبقة السياسية أبرزها هتاف “مظفّر للشعب مو للحرامية”.
وكان جثمان الشاعر مظفّر النوّاب، الذي تُوفي أمس في الشارقة، قد وصل صباح اليوم إلى مطار بغداد الدولي، وسار به المشيّعون في مراسم رسمية، بحضور شخصيات حكومية وثقافية وشعبية، إلى مقر الاتحاد العامّ للأدباء في العراق وسط العاصمة العراقية.
وودّعت بغداد شاعرها مظفّر النوّاب، لينتقل منها إلى مثواه الأخير في مقبرة السلام بمحافظة النجف، حسب وصيته.
وكان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي في استقبال جثمانه، الذي وصل بطائرة رئاسية خاصة الساعة التاسعة من صباح اليوم من دولة الإمارات، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى الشارقة التعليمي بعد صراع مع المرض.
وحمل حرس الشرف نعش النوّاب الذي كُلّل بالورود، بينما رفع أحدهم صورة له بالأبيض والأسود. ومن هناك، نُقل إلى مقرّ الاتحاد العامّ للأدباء والكُتّاب في العراق، حيث تجمَّع المئات من الأشخاص من أجيال مختلفة بانتظار وصول جثمان النوّاب، قبل أن يُوارَى الثرى في النجف.
وقال الناطق باسم اتحاد الأدباء، الشاعر عمر السراي، أمام مقر الاتحاد: “إن هذا الاستقبال الكبير لا يعني الأدباء فقط بل يعني المواطنين، فهو شاعر شعبي وليس شاعر نخبة”.
وأضاف: “هو يمثّل موقف المتظاهرين والثوريين لدى جميع محبي الوطن الحقيقيين، كما يمثّل موقف عدم الاصطفاف مع السلطة لمقارعة الطغيان والديكتاتورية”.
وبرحيل النوّاب يفقد العراق قامةً شعريةً كبيرةً تنضم إلى غيرها من قامات الإبداع العراقي في رحلة الوداع إلى المثوى الأخير.
ويمثّل الشاعر أيقونةً ثوريةً وأدبيةً للعراقيين والعرب، فقد عُرف بمناهضته للأنظمة السياسية العربية، وانتقاداته اللاذعة التي لم يتوانَ عن التعبير عنها بقصائده، كما كان مناصراً للفلسطينيين.
وأمضى النوّاب أغلب سنوات عمره خارج العراق، لكنه بقي حاضراً في وجدان العراقيين، الذين ودّعوه بتداوُل صوره وقصائده على مواقع التواصل الاجتماعي منذ إعلان خبر وفاته.